بسم الله الرحمن الرحيم يروي لي والدي عن أيام دراسته بقم المقدسة، أن أحدهم كان قد صعد المنبر، فأخذ يُحدِّث عن غاندي ومارتن لوثر وغيرهما، ليتلقاه بعد انتهائه سماحةُ الشيخ عيسى قاسم ويقول له ما مفاده: "أصِّل يا ولدي أصِّل، قُل قال الله، قال رسول الله، قال الصادق". لم تكن تلك الكلمات مجرّد كلماتٍ عابرة بالنسبة لي، فمُرتدي العمة ذاك الذي لم يؤصِّل خطابه إسلاميًا صار علمًا بارزًا في الانحراف الفكري، ما أدّى به لاحقًا لتأسيس وقيادة مؤسسةٍ قائمةٍ على تحوله الفكري هذا بعدما خلع العمامة وخرج عمليًا حتى عن النهج السياسي الذي كان يتغنّى برموزه، ويصبح من الشخصيات المعروفة بموالاتها للسلطة الظالمة في البحرين. انعدام التأصيل في الحراك على أيِّ مستوىً كان -سياسيًا أو اجتماعيًا أو غير ذلك- والبناء على أسس ثقافية غير إسلامية له ما له من عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، ومنها على سبيل المثال: الهشاشة الفكرية، التشوُّه الفكري، والانتقال لمنهج فكري آخر غير المنهج الإسلامي القويم. و لعلَّ من المناسب اعتبار هذه الأمثلة عناوين لمراحل الانحراف الفكري الناتج عن عدم إيلاء عملية التأصيل ال...
مشتاقٌ لوَصلِ مولاي