يشيع توهّمٌ لدى بعض الأخوات من أن قولَ المتديّن "الحجاب لحفظكن" يعني أمرَين: أولهما أنّ المتديّن يدّعي أن الحجاب يمنع مطلقًا الاعتداء على عرضهن بنظرةٍ أو غيرها، وثانيهما أنّ فعل المعتدي عليهن بنظرةٍ أو غيرها عند عدم رعاية الحجاب الشرعي فعلٌ مُبَرَّر عند أهل الدين، وكلاهما وهمان! بل الصحيح أن عدم الالتزام بالحجاب الشرعي يبرِز مفاتن المرأة، وهذا من شأنه أن يحفِّز في الرجل غريزتَه، ومن الواضح أن الرجل -كما المرأة- كائنٌ عاقلٌ مختار، وبالتالي فقد ينجرّ وراء غريزته وشهوته، وقد يضبط نفسَه؛ لاتِّزانه وتديّنه ورعايته الحرمات، أو لغير ذلك، بل قد لا يقتضي ذلك إثارته من أصل حتى يضبطه إما لمانعٍ من الموانع، أو لأن الأمر لم يصل عنده للحد الذي يثيره بشخصه عادةً مثلاً، فالرجال، بل البشر متفاوتون في مستوى ما يحرِّك رغباتهم وغرائزهم. فإن تحقَّق الالتزام بالحجاب الشرعي، انتفى أحد محفزات الغريزة، أو أحد دواعي المعصية، وقد تكون هناك دواعٍ أخرى تدعو مريضَ القلب هذا للخروج عن حالة الاتزان والتديّن، الحجاب يعالج جهةً معيّنة، ولا يمنع الالتزام به من وجود داعٍ آخر ينفذ من خلاله مرضى القلوب ...
مشتاقٌ لوَصلِ مولاي