التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فهل نعي كلامهما؟!


بسم الله الرحمن الرحيم

يقول عزَّ و جل في مُحكم كتابه الكريم: "قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب" فهل نُدرِكُ فعلاً أهميَّـة العلم و طلبه؟

من الواضح أنَّ ما يُميزنا عن غيرنا من المخلوقات هو عقلنا الذي رزقنا الله إياه فإن أهملناه سلبنا أنفسنا تلك القيمة الكبيرة و إن استعملناه بالشَّكل الحَسَن قادنا إلى الخير و الفلاح و إلى أنَّ العلم الذي يقول عنه علي بن أبي طالب (ع): " كفى بالعلم شرفا أن يدّعيه مَن لا يحسنه، و يفرح إذا نُسب إليه، و كفى بالجهل ذمّاً يبرأ منه من هو فيه" إلى أنه مفتاحٌ للنجاح و العمل بالعلم لا دونه باب النجاح و هذا مِـمَّا يُشيرُ له بعض العلماء عند قرنهم العمل السليم بالعلم و أنه قد لا تكون هنالك قيمة للعمل دون العلم فمثلاً ما قيمة الطبيب و عمله إن لم يكن يعي ماذا يستخدم عندما يواجه هذه الحالة و هذا المرض، هدفه من عمله إنسانيٌ كبير و عظيم، لكنه لا يعرف ما الذي يتوجَّبُ عليه عمله لأن العلم ينقصه!! بل الطبابة و غيرها لا يمكن لها –في الغالب- أن تقوم من الأساس إن لم يكن العلم موجوداً. هذا جزء من أهمية العلم الذي يقول الرسول (ص) عن طالبه: " مَن طلب العلم فهو كالصائم نهاره ، القائم ليله ، وإنّ باباً من العلم يتعلّمه الرجل خيرٌ له من أن يكون له أبو قبيس ذهباً ، فأنفقه في سبيل الله" و يقول عن طلبه: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد" و "اطلبوا العلم و لو في الصين" و كذلك قال "أربع يلزمن كل ذي حجى وعقل من أمتي، قيل : يا رسول الله !.. ما هن ؟.. قال : استماع العلم، و حفظه، و نشره عند أهله، و العمل به". هذا جزءٌ مِـمَّا قاله الرسول الأكرم (ص) و علي (ع) عن العلم و طلبه، فهل نعي كلامهما؟!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعليقٌ على كلام الشيخ الغروي حول البحارنة

‏انتشرت قبل أيام مقاطع ثلاث للمؤرخ الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي (حفظه الله)، يتحدث فيها حول «ابتلائنا بالشيعة البحارنة» -على حد تعبيره- وذلك في ما يرتبط بجعل الروايات ونقل المجعول منها؛ وذلك لأنهم أخبارية فلا يرون حرمة الكذب «لأهل البيت علیهم السلام»، ‏ولأجل استمرار تداول هذه المقاطع والسؤال عنها حتى هذه اللحظة وسعة انتشارها وغير ذلك، أحببت التعليق ببعض كلماتٍ أرجو بها الخير والنفع، لكني أقدِّم لذلك بأمرَين: • أولهما: الشيخ (حفظه الله) مؤرِّخٌ وصاحب مؤلفات نافعة، ولا يعني تعليقي هاهنا أنّي أرى غير ذلك إطلاقًا، بل أحترمه وأجلّه. ‏• وثانيهما: لا تعني نسبتي بعضَ الأمور لعلماء إيران أني أرى علماء إيران أقل شأنًا أو أني أنكر فضلهم في التشيّع، في الساحة العلمية وما هو أوسع منها، لا من بابٍ قوميٍّ ولا من سواه، بل إني أحترم وأقدّر حتى مَن سأشير لهم بالخصوص، بل ولا ألتزم ما يُدّعى في نقلهم ورواياتهم. ‏المقاطع الثلاث مأخوذةٌ من ندوةٍ لسماحة الشيخ بعنوان «النبي والوصي في آيات الغدير»(١)، أُقيمَت في أحد مرافق العتبة العباسية في كربلاء المقدسة، وذلك في ٣٠ أغسطس ٢٠١٩م، أي قبل نحو عامٍ من هذه الأ...

الأسئلة (١٠): وفاة الحوراء في منتصف رجب

الأسئلة (١٠): وفاة الحوراء في منتصف رجب ◄ السؤال: هل القول بوفاة السيد زينب (عليها السلام) في نصف شهر رجب ثابت ويملك دليلاً معتبرًا قويًّا؟ ◄ الجواب: هذا هو القول المعروف المتداول المُلتَزَم به، إلا أن ذلك مبتنٍ على التسامح في هذه الموارد؛ إذ هذا ما يدل عليه حال الأدلة والاستدلالات التي ذكرها العلماء (رضوان الله عليهم وحفظ الأحياء منهم وأدام بركاته) في هذا الصدد. وبيان ذلك أن غاية ما يُستَدَل عليه في تحديد هذا التاريخ لوفاتها (عليها السلام) هو: ١. ما جاء في كتاب «أخبار الزينبات» -المنسوب للعبيدلي (رحمه الله)-، ونصُّه: "حدّثني إسماعيل بن محمد البصري عابد مصر ونزيلها، قال: حدّثني حمزة المكفوف، قال: أخبرني الشريف أبو عبد الله القرشي، قال: سمعت هند بنت أبي رافع بن عبيد الله، عن رقية بنت عقبة بن نافع الفهري، تقول: توفيت زينب بنت علي عشيّة يوم الأحد، لخمسة عشر يومًا مضت من رجب سنة ٦٢ من الهجرة، وشهدتُ جنازتها، ودفنت بمخدعها بدار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري" ( ١ ) . فإن السند غير معتبر، وحت...

إثارة الحيدري: بيان وجه الإشكال الأساس

حفلت الأيام الماضية بسلسلةٍ من التداعيات على إثر تصريحٍ للسيد كمال الحيدري، جاء ضمن الحلقة الخامسة من برنامج (المراجعة) مع الإعلامي سعدون ضمد، والتي عُقِدت في ١٧ أكتوبر الجاري، فصار الناس بين مؤيّد ومستشكلٍ ومتوقِّفٍ يشعر بضبابية المشهد، ولأن للمسألة أهميَّةً أعتدُّ بها، كان من الحسن أن أكتب ما أرجو أن يُساهم في وضوح موضع الإشكال ومحلِّ النزاع حتى ينقشع ضباب المشهد وينجلي حاله لمن أراد ذلك. وبدايةً أحببت أن أوضِّح أن في اللقاء عدة إشكالات لا إشكالاً واحدًا فحسب، إلا أنَّ ما ذاع وانتشر هو مقطعٌ يسيرٌ من اللقاء فتمَّ الالتفات له وحصلت الغفلة عن سواه، وحتى هذا المقطع اليسير لم يتنبَّه الكثير لوجه الإشكال الرئيس فيه لأجل عدم مطالعتهم اللقاء كاملاً وبالتالي عدم التفاتهم للسياق، فأقول: الإشكال الأساس يتَّضح بالالتفات إلى نقطتَين: - الأولى: الحديث كان عن التكفير على ضوء الاحتراب والاقتتال بين المسلمين، فيقول الإعلامي ضمد مثلاً في توطئة الحوار: "واحنا مثل ما تعرف حضرتك نناقش الواقع العراقي، الواقع العراقي اكو مشكلة، وهاي دائمًا.. بعض الأحيان يتندَّر عليها المتندّرون، يقلّك: والله...