التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2012

فرصة الناصفة

بسم الله الرحمن الرحيم سيُحيي الكثير من المسلمين المُنتمين لمدرسة أهل البيت (ع) ليلة النصف من شعبان مساء الخميس القادم بالاحتفالات المتنوعة؛ حيث تصادف هذه الليلة ميلاد الإمام المهدي (عج). و تتجلّى هذه الاحتفالات عبر برامج احتفالية في الحسينيات والمساجد، وبوفيهات في شوارع المناطق المسلمة الموالية لمحمد وآل محمد، و غير ذلك. و هذا أمرٌ ممدوحٌ -عمومًا- عند مدرسة أهل البيت (ع) إن لم يلازمه إسرافٌ،  أو تبذيرٌ، أو استغراقٌ في جو الفرح بنحو يُفقد المؤمن اتزانه، وهو حينها سيكون مصداقًا ل"أحيوا أمرنا" و "شيعتنا يفرحون لفرحنا"، لكن في هذه الليلة العظيمة المُباركة بالذات: هل هو الإحياء الأمثل؟ أو فلنقل هل هو فرصة تلك الليلة التي لا ينبغي أن تُفَوَّت؟ فلنُنصت للإمام محمد الباقر (ع) فمطلبنا عنده: يُروى عنه (ع): "هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله العباد فضله ويغفر لهم بمنّه فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها فإنها ليلة آلى الله عزوجل على نفسه أن لا يرد سائلاً فيها ما لم يسأل الله المعصية وإنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة

مثل اللي نسمعه!!

بسم الله الرحمن الرحيم قبل أيام، كنت مع بعض الشباب ننتظر برنامجًا تلفزيونيًا ما، أدرت جهاز التحكم (الريموت) نحو القناة، فكتمت الصوت مباشرةً بعد أول لمحة دون أن أسمع شيئًا! لم يكن الوقت كافيًا لإدراك ماهيّة الصوت أو حتى سماعه، لكن اللمحة أوحَت لي بأنها أغنية، و مِلتُ لحدسي أكثر حينما قرأت الكلمات التي تُعرَض مع اللقطات(1)، تساءل الشباب عن سبب إغلاق الصوت، فأخبرتهم، فطلبوا مني تشغيله للتأكد، ففعلت و أعدت  إغلاقه قائلاً: "شفتون؟"، لتتلقى آذاني ما لم تتوقعه من أحد الشباب: "مثل اللي نسمعه" و بنبرةٍ فيها شيءٌ من الاستغراب لما قمتُ به!! "مثل اللي نسمعه" عبارةٌ قد تبدو عابرة لدى الكثيرين، لكنها ليست كذلك في الواقع، فهي -لا أقل- تؤكِّد أن الفارق بين "أناشيد" فرقنا المنتمية للتوجه الإسلامي الملتزم و بين أغاني المطربين بات مختلفًا عن السابق إلى الدرجة التي قد لا يُجيد البعض معها التمييز بينهما، و هذه كارثة!! شخصيًا كنتُ أعتقد بذلك منذ سنوات و أبني عليه امتناعي عن الاستماع لجديد الكثير من "المُنشدين" الذين تتوسّع دائرتهم شيئً

أصِّل يا ولدي

بسم الله الرحمن الرحيم يروي لي والدي عن أيام دراسته بقم المقدسة، أن أحدهم كان قد صعد المنبر، فأخذ يُحدِّث عن غاندي ومارتن لوثر وغيرهما، ليتلقاه بعد انتهائه سماحةُ الشيخ عيسى قاسم ويقول له ما مفاده: "أصِّل يا ولدي أصِّل، قُل قال الله، قال رسول الله، قال الصادق". لم تكن تلك الكلمات مجرّد كلماتٍ عابرة بالنسبة لي، فمُرتدي العمة ذاك الذي لم يؤصِّل خطابه إسلاميًا صار علمًا بارزًا في الانحراف الفكري، ما أدّى به لاحقًا لتأسيس وقيادة مؤسسةٍ قائمةٍ على تحوله الفكري هذا بعدما خلع العمامة وخرج عمليًا حتى عن النهج السياسي الذي كان يتغنّى برموزه، ويصبح من الشخصيات المعروفة بموالاتها للسلطة الظالمة في البحرين. انعدام التأصيل في الحراك على أيِّ مستوىً كان -سياسيًا أو اجتماعيًا أو غير ذلك- والبناء على أسس ثقافية غير إسلامية له ما له من عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، ومنها على سبيل المثال: الهشاشة الفكرية، التشوُّه الفكري، والانتقال لمنهج فكري آخر غير المنهج الإسلامي القويم. و لعلَّ من المناسب اعتبار هذه الأمثلة عناوين لمراحل الانحراف الفكري الناتج عن عدم إيلاء عملية التأصيل ال

كسَلٌ قد ندفع ثمنه غاليًا

بسم الله الرحمن الرحيم قبل يومَين، في محاضرة مقرر "موضوعات مالية خاصة"، وعلى إثر الدرس الذي كان حول الخصخصة، تحدّثت دكتورتنا ديما الربضي عن المشاكل الناتجة عن الخصخصة في الأنظمة الرأسمالية، لتتحدَّث بعد ذلك عن بعض إشكاليات النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي وفشلهما البيِّن وتفضيلها لنظامٍ اقتصاديٍ آخر مُطبّق في كندا وهو النظام المختلط. مع هذا الحديث الذي شاءت الصدفة أن يكون في 9 أبريل، كان لا بُدَّ لذهني أن يَسرح إلى هناك، إلى أرض الغري، لأبي جعفر السيد محمد باقر الصدر (قدس سره)، ولما بذله من جهدٍ فكريٍ عظيمٍ في هذا المجال كانت أبرز مظاهره كتاب "اقتصادنا" الذي رغم تفرُّده -مع فلسفتنا- بشهرةٍ وبروزٍ لافتَين لم يكُن جهد السيد الوحيد في هذا المجال. جهدٌ لم يلقَ تفاعلاً يليقُ به للأسف، غريبٌ أن يجتهد أحدهم في ريِّ الظامئ، فيعزف الظامي عن ارتشاف ولو قطرة! حاجة الوجود -وليس المسلمين فحسب- للنهج الإسلامي وتفعيله على أرض الواقع حقيقةٌ لا أظنُّ أن للجِدال حولَها داعٍ خصوصًا بين الإسلاميين، ورغم ذلك فإن المصائب والكوارث تعصَف بالعالم ولا نرى حِراكًا حقيقيًا من