التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2016

من مصلحة مَن؟

بسم الله الرحمن الرحيم أشعر أنَّ ما ذكرته في (هل دلَّس الخوئي) كافٍ لإثبات أن مدلِّس لندن مُدَلِّسٌ مُلَبِّسٌ مُشَبِّهٌ يتقصَّد السوء، ولذلك فإني عندما أكتب بعضَ القادم -بإذن الله- حول ما ورد عنه الاستفسار من شبهات طرحها مُدلِّس لندن، فإني لستُ أتقصَّد إثبات هذا المعنى بوجهٍ، لكن لا بأس بعرض بعض المؤيِّدات لتلبيسه -خارج تناول تلك الشبهات- بين الفترة والأخرى بإذن الله كشواهد سريعة من غير إطالةٍ. من يُتابعه يعلم كيف أنه يُحاول توهين الأمناء على الحلال والحرام علمائنا العدول الأمناء، بطرقٍ عدَّة، منها التشكيك بأمانتهم ووثاقتهم والضرب في عقيدتهم بأهل البيت (عليهم السلام) بألوانٍ وأشكالٍ متعدِّدة. ومنها ها هنا حيث حاول أن يوحي -عبر طريقة إثارته للتساؤل ونبرته وتعبيره- بوجود دوافع مريبة وراء (اقتطاع جزء من رواية في الوسائل)، وردَّد الأمر بين الحر نفسه وبين محقّقي كتاب (وسائل الشيعة)، فقال: "والرواية من الكافي، والكافي موجود، لكنني تعمدت أن آتي بها من الوسائل، لماذا؟ لأنني لا أدري لماذا الشيخ الحر قطع الرواية، وربما لم يكن الشيخ الحر قد قطع الرواية، هناك من علمائنا الذين حق

هل القتل قبيح دومًا؟

بسم الله الرحمن الرحيم أثناء تِجوالِكَ في شبكات التواصل الاجتماعي قد تجد أحدهم يتساءل قائلاً: أ لا يعني تأييدُنا قتلَ بعض الناس أننا نشجّع على العنف؟ يريد بذلك عموم العنف، وهو محل استقباحٍ ونفور، فما جواب تساؤله؟ قبل الجواب، لا بأس بمقدّمتَين جديرتَين بأن يُلتَفَت لهما: المقدمة الأولى:  إن الأمور -من حيث اتصافها بالحُسن والقُبح- ليست على نمطٍ واحدٍ، بل على أنماطٍ متعدِّدة: أ- فمنها : ما يكون ذاتيَّ الحُسن -أو القُبح-، فلا ينفكُّ الحُسن -أو القبح- عنها بأيِّ حال ، ومثال ذلك في الحسن العدل، وفي القبح الظلم. ب- ومنها: ما يكون فيه اقتضاء الحُسن -أو القُبح-، فهو حسنٌ -أو قبيح- إلا أن حسنه -أو قبحه- قد ينفكُّ عنه لمجيء عنوان مؤثرٍ في استمرار اتصافه بهذه الصفة أو عدمه ، ومثاله في الحُسن الصدق وفي القُبح الكذب، فإن كشفك أسرار إخوتك المضطهدين المظلومين أمام الظالم المستبد -مع إضرار ذلك بهم- قبيحٌ، ولو برَّرتَ ذلك بانحصار الطريق أمامك بين الصدق والكذب ورغبتك في التنزُّه عن القبيح، لم يتغيّر رأي العقلاء في قُبح تصرُّفِكَ هذا. ج- ومنها: ما لا يكون لا ذاتيَّ الات

هل دلَّس الخوئي؟

بسم الله الرحمن الرحيم إنه لمن شرف المؤمن أن يكون مِمَّن يدفع عن أخيه المؤمن تهمةً باطلة وأن يُنكِر على هتك حُرمته، فضلاً عمّا لو كان هذا المؤمن عالمًا فقيهًا عدلاً ذائدًا عن الدين، مروِّجًا لشأنه، لكني وبصراحة وإن كان هذا بالنسبة لي مبعَث فخرٍ إلا أنَّي لم أعتد وأدأب على إظهار ذلك بمقالٍ وما أشبهه -وإن كنتُ أشكر الله على توفيقه إياي لفعله بغير هذه الوسيلة-، وهذه الكلمات التي بين يدَيكم إنما جاءت لغرضٍ آخر؛ ذلك أنّ المتحدِّث الذي أتناول كلامه يمارس التدليس لأهدافٍ سيئةٍ تُضِرُّ بالمؤمنين وثقتهم بالدين وعلمائه وحجج الصاحب (عجل الله فرجه)(1) إجمالاً لا بأفراد مخصوصين منهم فحسب، مِمَّا يترك آثارًا على مستوياتٍ متعدِّدةٍ ترتبط بعلاقة المؤمنين بدينهم وتديُّنهم -كما حدث لذلك بالفعل مع بعضهم-، وسبحان مَن أجرى شواهد مُدَّعايَ على لسانه، حيث قال: "أجاب جوابًا تدليسيًا"(2)، "أليس هذه خيانة لجواب السؤال؟"(3)، "وهذه خيانة، خيانة، خيانة في الأمانة العلمية، خيانة في الأمانة الدينية، كيف أن المرجع الأعلى وأن زعيم الحوزة العلمية يُدلِّس في فتاوى وإجابات وأسئلة في

دليل زيارة الأربعين: أ يتيمةٌ مُبهَمة؟

بسم الله الرحمن الرحيم يُشاع: إن ما يُستَدَلُّ به على استحبابٍ خاصٍّ لزيارة الحسين (عليه السلام) في أربعينه مُنحَصِرٌ في ما رواه المفيد مُرسَلاً في مزاره عن العسكري (عليه السلام)، ونصُّه: روي عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) أنه قال: (علامات المؤمن خمس: صلاة الإحدى وخمسين، وزيارة الأربعين، والتختُّم في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم) (1)، وبما أنَّ لفظ "زيارة الأربعين" فيها يُراد به زيارة أربعين مؤمنًا، أو أنه لفظٌ مُبهَم، لا يُدرى المُراد به، فبالتالي فينتفي الدليل على استحبابٍ خاصٍ لـ(زيارة الأربعين)، فهل صحَّ هذا المُشاع؟ أولاً: إن ما ذُكِر من انحصار الدليل في الرواية المذكورة غير تام؛ إذ روى المفيد في مزاره الكبير مُرسلاً(2) والطوسي في مصباحه مُسندًا(3) روايةً أخرى -وهي عن الصادق (عليه السلام)- تنصُّ على زيارته (عليه السلام) في أربعينه، ولننقل شيئًا من رواية الشيخ لها، قال (رحمه الله): أخبرنا جماعةٌ، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدَّثنا محمد بن علي بن معمَّر، قال: حدَّثني أبو الحسن علي بن محمد بن مسعدة والحس

ناقل الكفر...

بسم الله الرحمن الرحيم كثيرًا ما يتمّ تداول المثل القائل: (ناقل الكفر ليس بكافر) في الحوارات وغيرها، إلا أنني أشعر أن بعض هذا التداول ربما اشتمل على غفلةٍ أو اشتباهٍ في جوانبٍ ما من بعض الإخوة الكِرام، فلا بأس بهذه الكلمات: عبارة المثل تنتهي بكلمةٍ مُقَدَّرةٍ غير ملفوظة، وقد برَّر الاستغناء عنها وضوحها وهي "بالضرورة"، فالمراد نفي الملازمة بين النقل واعتقاد الناقل بمنقوله. وليس لـ(الكفر) في استعمالات هذا المثل موضوعيةٌ، وهذا شأن الأمثال، فالمراد منه: "ليس الناقل لقولٍ ما معتقدًا به بالضرورة"، ومن الواضح أن نفي الملازمة بين النقل واعتقاد الناقل بالمنقول لا يعني نفي احتمال الاعتقاد، بعبارةٍ أوضح: حينما أقول أن ناقل الكفر ليس كافرًا بالضرورة، فهذا لا يعني نفي احتمال أن ينقل الكفر كافرٌ، عندما أقول أن ناقل شيءٍ ما ليس مستلزمًا لاعتقاده به، لا يعني أن كل من ينقل أمرًا فهو لا يعتقد به، وبالالتفات لذلك، نلتفت كذلك إلى أنه قد ينقل الناقل أمرًا ما وهو معتقدٌ به أيضًا، نعم اعتقاده هذا لا يُستدَل عليه بأصل كونه ناقلاً، بل يُستفاد من قرينةٍ سواء لفظيةٍ تلفَّظ بها أو