التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٧

تشويشٌ وتعليق...

بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ الصدوق (عليه الرحمة) في كتابه الخصال: حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفيّ، قال: حدَّثنا علي بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، قال: "للإمام علاماتٌ: يكون أعلم الناس، وأحكم الناس، وأتقى الناس، وأحلم الناس، وأشجع الناس، وأسخى الناس، وأعبد الناس، ويُولَد مختونًا، ويكون مطهَّرًا، ويرى من خلفه كما يرى من بين يدَيه، ولا يكون له ظلٌّ... الخ"(1)، وقال بعضهم ما ملخَّصه: أن سند هذه الرواية مُعتبَرٌ عند متشدّدي علمائنا في الرجال، ثم أثار تساؤلاً مفاده: إن كانت هذه العلامات موجودةً في الإمام وبعضها ظاهر كعدم الظل، فما سبب الحيرة في معرفة الإمام (عليه السلام)؟ وهنا لا بأس بتعليقاتٍ موجَزة: أولاً: اعتبار سند الرواية عند (المتشدّدين) قد يوحي تعبيره عن كَون سند الرواية مُعتبَرًا عند المتشدّدين في الأسانيد من علمائنا بأن الحديث مِمَّا لا نقاش في اعتبار سنده، المُتَشَدِّد يراه معتبرًا، فما بالك بسواه؟ وسواء قصد المتحدِّثُ هذا الإيحاء أم لم يقصده، فهو غير تا

مع الإصلاح... ولكن!

بسم الله الرحمن الرحيم تبرز بين الحين والآخر، هنا وهناك، دعواتٌ للإصلاح الديني، تنقية الموروث الديني، تهذيب الشعائر، غربلة الخطاب الديني وتشذيبه، وهكذا...، وهذا -في نفسه- جميل، لكن لا بأس بوقفة. لا يخفى أن هذه المفردات (إصلاح، تنقية، تهذيب...) مما تطرب له النفس؛ إذ هي مفرداتٌ -بطبيعتها- إيجابيةٌ برّاقة، وعندما ترتبط هذه المفردة بالنفيس العزيز -أعني شؤونَ الدين- فإن دعواتٍ كهذه -مع احتمال جديّتها وجدواها- تجتذب المهتم؛ لأهمية ما ارتبطت به، لا سيّما إن كان هذا المهتم مُدرِكًا لأهمية الحرص والحفاظ على شؤون الدين نقيةً غضةً متينةً مُحكَمة، وهذا قد يفرضه صِدق الانتماء له، حيث تكون الرغبة في كَونه مصونًا من كل عبثٍ وتشويهٍ -عمديًا كان أم لم يكن- إفرازًا طبيعيًا جدًا، وقد يفرضه مطلق الاهتمام، أي ما هو أعم حتى من الانتماء. وكيفما كان، فإنّ مرتدي (ثوب الإصلاح) يكتسب منه بريقه ولمعانه في أعين ناظريه، فيستجلب من يستجلب، ويجتذب من يجتذب، فإن كان المتزيّي بزيّ الإصلاح مصلحًا فعلاً، فبهؤلاء تقرّ العيون، وبهم يُحفَظ الدين ومعالمه وأهله، إلاَّ أنَّ المُلاحَظ في ساحتنا اليوم تكرُّر ن