التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يوليو, ٢٠٢٠

وَهمٌ حول الحجاب وانتهاك الحرمة

يشيع توهّمٌ لدى بعض الأخوات من أن قولَ المتديّن "الحجاب لحفظكن" يعني أمرَين: أولهما أنّ المتديّن يدّعي أن الحجاب يمنع مطلقًا الاعتداء على عرضهن بنظرةٍ أو غيرها، وثانيهما أنّ فعل المعتدي عليهن بنظرةٍ أو غيرها عند عدم رعاية الحجاب الشرعي فعلٌ مُبَرَّر عند أهل الدين، وكلاهما وهمان! بل الصحيح أن عدم الالتزام بالحجاب الشرعي يبرِز مفاتن المرأة، وهذا من شأنه أن يحفِّز في الرجل غريزتَه، ومن الواضح أن الرجل -كما المرأة- كائنٌ عاقلٌ مختار، وبالتالي فقد ينجرّ وراء غريزته وشهوته، وقد يضبط نفسَه؛ لاتِّزانه وتديّنه ورعايته الحرمات، أو لغير ذلك، بل قد لا يقتضي ذلك إثارته من أصل حتى يضبطه إما لمانعٍ من الموانع، أو لأن الأمر لم يصل عنده للحد الذي يثيره بشخصه عادةً مثلاً، فالرجال، بل البشر متفاوتون في مستوى ما يحرِّك رغباتهم وغرائزهم. فإن تحقَّق الالتزام بالحجاب الشرعي، انتفى أحد محفزات الغريزة، أو أحد دواعي المعصية، وقد تكون هناك دواعٍ أخرى تدعو مريضَ القلب هذا للخروج عن حالة الاتزان والتديّن، الحجاب يعالج جهةً معيّنة، ولا يمنع الالتزام به من وجود داعٍ آخر ينفذ من خلاله مرضى القلوب

«استبصرت» يعني..

مصطلح «الاستبصار» يُراد به في عرفنا الحاضر الانتقال لاعتناق التشيُّع أي الانتماء لفرقة الشيعة الإمامية بعد اعتقاد سواها سابقًا، فحين يقول أحدهم: «استبصرت» فهذا مراده، كذلك -عادةً- حين يقول: «تشيّعت»، فليس المراد من ذلك التشيّع بالمعنى الأعم، أي المَيل لعليٍّ (عليه السلام) في قِبال معاوية وحزبه، أي المتداول عادةً في كتب الفرق والمقالات وشبهها. إذا اتّضح ذلك، فلا بُدَّ من أن يكون الفرقُ واضحًا بين ما بعد «الاستبصار» وما قبله، بين «التشيّع» وسواه، ولا يغرنّك الاشتراك اللفظي في مفردة «الإمامة» لتتوهّم أن الفِرق المنضوية تحت عنوان «أهل السنة» -بحسب الاصطلاح- تعتقد في أمير المؤمنين وولده (صلوات الله عليهم) نفس اعتقادك أنت أيها «الشيعي»، فلا فرق بينك وبينهم إلا أنهم لا يعتقدون الإمامة السياسية، وإنكار الإمامة السياسية غير ضائرٍ في وصف أتباع تلك الفِرَق بـ«التشيّع» بالمعنى الأخص، هذا وهمٌ فتجنبه رحمك الله، واعلم أنك -إن كنت من أهل التشيّع- في نعمةٍ لا يُحصى فضلُها، قد أكّد أئمتنا وسُرُج ظلمتنا (صلوات الله عليهم) في بياناتهم على علوِّ شأنها وعِظَم خطرها.