التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٧

انطلاقًا من الشاخص الثالث

سئل سماحة الشيخ معين دقيق العاملي (حفظه الله) -إجمالاً- حول منشأ دعوة السيد الخميني (رحمه الله) والاهتمام بقضية القدس، فأشار في جوابه لعدة شواخصٍ تساهم في الالتفات لأبعاد هذه الدعوة، ويهمني أن أنطلق من خلال الشاخص الثالث منها، حيث قال: "الشاخص الثالث: إنّ الغدة السرطانية التي أوجدوها في فلسطين من خلال ما يسمى (وعد بلفور)، ومن ورائها الاستكبار العالمي، يسعون جاهدين لإيجاد التفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية، وكانت البداية التفرقة الجغرافية من خلال ما حصل من نتائج معاهدة (سايكس بيكو)... "(1). أقول: فلنُمعِن النظر في ما يرتبط بهذا الشاخص، وأكون صريحًا إذ أقول أني لا أعني بذلك الحديث عن (الفِرقة)، بل أعني الحديث عن مشروع سايكس بيكو، وعن تداعياته، فلنتأمَّل كيف استُغفِل الساذج الشريف حسين وتصوَّر أنه ماضٍ في مشروعه ذي الشعارات البراقة، الوحدوي العربي، التحرّري من الدولة العثمانية وسلطتها في حين أنه في الواقع إنما كان يسير -ويُسيِّر البلدان العربية معه- نحو المصيدة الاستعمارية الكبيرة، نحو الهاوية. ولِمَ أرى أنه سار نحو الهاوية؟ أراه كذلك لأن المشروع كان أخطر من مجرَّد

إثارتان حول علم الغيب

مساء الأحد ليلة الاثنين 22 من شهر رمضان 1438هـ  / الموافق 18 يونيو 2017م منتدى السيدة المعصومة الثقافي – قم المقدسة بسم الله الرحمن الرحيم تدور في وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من النقاشات وتُثار الكثير من الإثارات وبعضها تتضمَّن شبهات وإن لم يلتفت صاحبها لذلك ولم يعطِ لنفسه المجال للتمهل والتثبُّت للإحاطة بشكلٍ كافٍ يحفظه من الوقوع في الزلل، انتقيت لهذه الكلمة الوجيزة اثنتين من تلك الإثارات التي شغلت وسائل التواصل وأحببت التعليق عليهما بما يناسب المقام بنحوٍ موجز، والغرض من ذلك تسليط النظر على نفس الإثارتَين وفكرتَيهما ومعالجتهما ولن أتطرّق للأشخاص المثيرين لهما. الإثارة الأولى: النبي (ص) لا يعلم مصيره، للجنة أم للنار وهنا وحتى لا يُظَن أنَّ للإثارة سياقًا ما، مخالفًا لما هو في الواقع فعلاً، أحببت أن أذكر السياق الذي أورد فيه صاحب الإثارة إثارته والجو الذي اكتنفها، ولأُقَسِّم –لأجل ذلك- كلامي لمقطعَين: الأول: ذكر المتحدث أن بعض الأعمال الشعائرية وشبهها كزيارة الحسين (عليه السلام) مثلاً لا تضمن للرجل الجنّةَ إذا ما كان المرء هاتكًا لحرمة شهر رمضان وفاعلاً

لم يجب أن يُسَفَّه رأيي

ورد في الخبر أن الإمام الحسن بن عليٍ المجتبى (عليه السلام) عندما أبرم الصلح مع معاوية نودي –جلَّ عن ذلك- بـ"مذلِّ المؤمنين"، واختلفت المصادر، ففي دلائل الإمامة للطبري الصغير –مثلاً- أن المنادي حجر بن عدي(1)، وفي الكشي أنه سفيان بن [أبي] ليلى(2)، وفي رواية تحف العقول نسبته للشيعة دون تعيين(3)، وتكرُّر هذا النداء غير مستبعد. وعلى كلّ تقديرٍ، فإن وقوع المنادي بهذا النداء في هذا المُنزَلَق –لا سيّما لو كان حجر (رضوان الله عليه) مع ما له من رسوخٍ في شأن الولاية- مدعاةٌ للحذر الشديد من الانجرار وراء الحماسة أو حتى ما نظنه ترويًا، بل وراء مطلق تقييماتنا وميولاتنا الشخصية والنفسية غير المقيَّدة بمعايير العلم والشرع، ومدعاةٌ للعضّ بالنواجذ على التسليم المطلق لأهل بيت العصمة (عليهم السلام)، قال الإمام الحسن (عليه السلام) في حديثٍ له عن علة صلحه: "يا أبا سعيد، أ لست حجة الله (تعالى ذكره) على خلقه وإمامًا عليهم بعد أبي (عليه السلام)؟ قال الراوي: بلى. فقال (عليه السلام): أ لست الذي قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) لي ولأخي "الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا".