التخطي إلى المحتوى الرئيسي

إثارتان حول علم الغيب



مساء الأحد ليلة الاثنين
22 من شهر رمضان 1438هـ  / الموافق 18 يونيو 2017م
منتدى السيدة المعصومة الثقافي – قم المقدسة

بسم الله الرحمن الرحيم

تدور في وسائل التواصل الاجتماعي الكثير من النقاشات وتُثار الكثير من الإثارات وبعضها تتضمَّن شبهات وإن لم يلتفت صاحبها لذلك ولم يعطِ لنفسه المجال للتمهل والتثبُّت للإحاطة بشكلٍ كافٍ يحفظه من الوقوع في الزلل، انتقيت لهذه الكلمة الوجيزة اثنتين من تلك الإثارات التي شغلت وسائل التواصل وأحببت التعليق عليهما بما يناسب المقام بنحوٍ موجز، والغرض من ذلك تسليط النظر على نفس الإثارتَين وفكرتَيهما ومعالجتهما ولن أتطرّق للأشخاص المثيرين لهما.

الإثارة الأولى: النبي (ص) لا يعلم مصيره، للجنة أم للنار

وهنا وحتى لا يُظَن أنَّ للإثارة سياقًا ما، مخالفًا لما هو في الواقع فعلاً، أحببت أن أذكر السياق الذي أورد فيه صاحب الإثارة إثارته والجو الذي اكتنفها، ولأُقَسِّم –لأجل ذلك- كلامي لمقطعَين:

الأول:

ذكر المتحدث أن بعض الأعمال الشعائرية وشبهها كزيارة الحسين (عليه السلام) مثلاً لا تضمن للرجل الجنّةَ إذا ما كان المرء هاتكًا لحرمة شهر رمضان وفاعلاً للقبائح... إلى غير ذلك. ومع قطع النظر عن التفاصيل وحدودها، أقول بشكلٍ مُجمَل، نعم، مُجرَّد حبّ أهل البيت (عليهم السلام) لا يكفي دون عملٍ من صلاةٍ وصيامٍ... إلخ، ولا يدّعي أهل العلم والتديُّن –عمومًا- أنّ زيارة الحسين (عليه السلام) –مثلاً- تمنع من أن ينال أحدًا –مطلقًا- جزاءٌ إلهي جرَّاء خطيئةٍ هنا أو أخرى هناك، نعم تحصل مغفرةٌ بسبب أداء ما حثّنا الشرع عليه كالزيارة لأهل البيت (عليهم السلام) وكغيرها من أعمال البر كالصدقة وقضاء حوائج المؤمنين.

لكن المتحدّث أعقب ذلك بالإنكار على الخطاب المنبري فيما يرتبط بسرد مضامين الروايات الواردة في هذا السياق قائلاً: "زور الإمام، خلاص اضمنت الجنة" وهنا نقول أن هذه الأحاديث التي تُذكَر على المنبر مما ورد بهذا المضمون كالذي روي عن زرارة أنه قال للباقر (عليه السلام): ما تقول فيمن زار أباك على خوف؟ قال ع: يؤمنه الله يوم الفزع الأكبر، وتلقاه الملائكة بالبشارة، ويقال له: لا تخف ولا تحزن، هذا يومك الذي فيه فوزك"(1)، هذه الأحاديث وإن أفادت ترتب هذه النتائج العظيمة المذكورة فيها إلا أنها ليست بالإطلاق الذي يصوِّره المتحدث حتى يوحى بمعارضتها للقرآن –كما سيأتيك- فيسقطها، حيث أنها لا تمنع من أن تنال العبدَ عقوبةٌ، خصوصًا فيما لو كانت الخطيئة قد حصلت بعد ذاك العمل المُقرِّب من الله (عزَّ وجل)، فمن العباد من يستوجب الجنة، لكن في ذات الوقت يناله عذابٌ أو تمحيصٌ دنيوي، ومنهم من يستوجب الجنة مع عذابٍ في البرزخ، ومنهم من يذوق من عذاب النار في الآخرة، بل منهم من لا يكون موعودًا بالشفاعة للجنة، غير مشمول أصلاً، مثلاً: في الرواية عن الكاظم (عليه السلام): إنه لما احتضر أبي –أي الصادق ع- قال لي: يا بني، إنه لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة، ولا يرد علينا الحوض من أدمن هذه الأشربة، فقلت: يا أبه، وأي الأشربة؟ فقال: كل مسكر(2).

بل وكلكم تعرفون رواية سلسلة الذهب، والتي رواها الرضا (عليه السلام) بسنده الذهبي –أي عن أبيه عن آبائه- عن النبي (صلَّى الله عليه وآله)، أنه قال: يقول الله: "لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي". ثم ماذا قال الإمام (عليه السلام)؟ قال الرضا (عليه السلام): بشروطها و أنا من‏ شروطها(3). أي الولاية من شروطها، وبذلك أوضح الإمام (عليه السلام) أن العبارة وإن كانت في نفسها مطلقةً إلا أنّ هذا الإطلاق غير مُراد، وأوضح من ذلك ما رواه الصدوق (عليه الرحمة) بسنده المعتبر عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: مَن قال لا إله إلا الله مخلصًا دخل الجنة، وإخلاصه أن تحجزه لا إله إلا الله عمَّا حرَّم الله (عزَّ وجل)(4)، ومن اللطيف هنا أن مسلم قد روى في صحيحه أن عمر قد قال للنبي (صلَّى الله عليه وآله): أبعثتَ أبا هريرة بنعلَيك، من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبه بشّره بالجنة؟ قال (صلَّى الله عليه وآله): نعم، فقال عمر: فلا تفعل، فإني أخشى أن يتَّكِل الناس عليها، فخلِّهم يعملون (5).

الثاني:

أن المتحدّث جاء بعد ذلك بعجبٍ عُجاب! قال تشنيعًا على مَن ينقل هذه المضامين ومعبرًا عنه أنه كيف يضمن للناس الجنة، قال: "إذا محمد مش قادر، ما بيعرف حالو إذا هو على الجنة أو مش على الجنة، كيف عم تفوتوا الناس على الجنة!!!" مستدلاً بقوله تعالى: (وما أدري ما يُفعَل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إليّ وما أنا إلا نذيرٌ مبين)(6)!! والتعليق على ذلك بنحوٍ موجز:
- أولاً: استحقاق النبي (صلَّى الله عليه وآله) الجنَّةَ أشدُّ وضوحًا من أن يُستَدَلَّ عليه بآيةٍ واحدةٍ أو روايةٍ!(7) كيف لا وهو قطب الدين وروحه؟! كيف لا، وهو أجلى وأوضح مصاديق (الذين آمنوا وعملوا الصالحات)، الموعودون في القرآن -بما لا حصر له- بالجنة، المعصوم من كل نقيصةٍ فضلاً عن الذنوب، بل هو سيد الأنبياء والمرسلين وأكرم الخليقة!!!
- ثانيًا: الآية إذا لاحظناها إنما كانت تتكلَّم عن النفي لعموم الغيب بشكلٍ عام، ولا تتناول مثل هذه الجزئيات الخاصة.
- ثالثًا: حتى لو سلّمنا بأنها تتناول مثل هذه الشؤون، فالآية إنما نفت ذلك من جهة بشريته، لا من جهة اتصاله بالوحي، لذلك فتتمة الآية ماذا تقول؟ تقول: "إن أتبع إلا ما يوحى إليّ"، فهي لا تنفي علمه بأمورٍ غيبيةٍ عن طريق الوحي، وسيأتي ذكر غيرها من الآيات في الإثارة الثانية.

الإثارة الثانية: ربي أصدق أم الخطيب؟

أما الإثارة الثانية، فقد قال صاحبها أنه سمع من خطيبٍ أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال أن هذه الليلة –أي ليلة شهادته (عليه السلام)- هي التي أخبره عنها رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) بأن فيها قتله، ثم ذكر قوله تعالى: (وما تدري نفسٌ ماذا تكسب غدًا وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت)(8)، وقال: فماذا أصدق؟ قول ربي أم قول الخطيب؟
وللتعليق على ذلك أقول:
- أولاً: لم أتتبع جميع روايات مضمون إخبار النبي ص بشهادته وما يرتبط بها، فلا أدري أيّ روايةٍ يعني بالتحديد، ولكن إحدى روايات إخبار النبي (صلَّى الله عليه وآله) لعليٍ (عليه السلام) بأمور تتعلق بهذا الجانب هي الخطبة النبوية المعروفة المشهورة في استقبال شهر رمضان والتي يقول راويها -أمير المؤمنين (عليه السلام)- في ختامها: ".. ثم بكى، فقلتُ: يا رسول الله ما يبكيك؟ قال: يا علي، أبكي‏ لما يستحل‏ منك‏ في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد اتبعك أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة على قرنك فخضب منها لحيتك"(9)، وهذه الرواية صحيحة السند على مبنى عددٍ من علمائنا.
- ثانيًا: هل تفرَّد بذلك –أي رواية إخبار النبي ص بأمورٍ عن مقتل الأمير (عليه السلام)- الشيعة دون السنة حتى يُحتمَل –مثلاً- أنها من موضوعات أشخاصٍ غير ثقاتٍ من الشيعة يُحتمَل منهم الكذب؟
الباحث الفاحص يعلم أنه لم يتفرّد الشيعة برواية هذا المضمون، بل رواه مخالفوهم بأسانيدٍ فيها المعتبر، ومنها:
1) ما رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي في مسنده بسنده إلى أبي الأسود، عن عليٍ (عليه السلام)، قال: أتاني عبدالله بن سلام وقد وضعت قدمي في الغرز، فقال لي: لا تقدم العراق؛ فإني أخشى أن يصيبك بها ذباب السيف، قال علي (عليه السلام): وأيم الله، لقد أخبرني به رسول الله (صلَّى الله عليه وآله)، قال أبو الأسود: فما رأيت كاليوم قط محاربًا يخبر بذي عن نفسه(10).
قال المحقق حسين سليم في تعليقه على سند الرواية: "إسناده صحيح"(11).
2) ورواه أيضًا الحافظ المقدسي في كتابه الأحاديث المختار بسندَين يلتقيان مع سند أبي يعلى في طبقةٍ منه، ووصف المحقق عبدالملك دهيش سنديهما بـ"إسناده صحيح"(12).
3) وروى نفس الحديث أيضًا ابن حبّان في صحيحه بسندٍ فيه اختلاف، ووصف سنده هذا المحقق شعيب الأرناؤوط بـ"إسناده حسن"(13).
وكذا وردت غيرها مما يرتبط بإخبار النبي ص بأمورٍ تتعلق بشهادته (عليه السلام).
ثالثًا: بل إن شديد النصب ابن تيمية والذي يسعى بكل جهده لسلب مناقب آل محمد ص وخصوصيّاتهم، سلَّم بذلك، فنقل في كتابه (الجواب الصحيح) الرواية السالفة الذكر، ثم قال بانيًا عليها: "وهذا وأمثاله مما أخبر به ص من المستقبلات فوقع بعده كما أخبر ورأى الناس ذلك"(14).
رابعًا: هذا النوع من الإخبارات لا ينحصر في شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام)، بل وقع أيضًا حتى في شأن عمار بن ياسر في الحديث المعروف عنه (صلَّى الله عليه وآله): "تقتلك الفئة الباغية"(15)، بل وأشهر من ذلك ما يرتبط بشهادة الحسين (عليه السلام)(16) وكلاهما مما نقله الفريقان.
خامسًا: هل الآية تنفي ذلك أصلا؟ نلاحظ أن الآية عامة، وهذا لا يتعارض مع وجود استثناءاتٍ صرَّحت بها النصوص الشريفة، بما فيها القرآن، وبما أن الحديث هنا عن عموم علم الغيب وهذه الأمور ليست سوى أمثلةٍ عليه، فلا بأس بالإشارة لقوله تعالى: ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِنْ رَسُولٍ )(17) وقوله تعالى: ( ذلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ )(18) وقوله تعالى: ( قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ۚ ذَٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي )(19) فواضحٌ أن ذلك من علم الغيب، وقوله تعالى: ( وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ )(20) وهو من الغيب كما لا يخفى، ناهيك عن الروايات الواردة في هذا المقام.


---------------------------------
(1) كامل الزيارات: ب45 ثواب من زار الحسين (عليه السلام) وعليه خوف [ط6 مؤسسة نشر الفقاهة].
(2) الكافي: ج12، ك الأشربة، ب16، ح7(12256)، ص687 [ط3 دار الحديث].
(3) التوحيد (للصدوق): ب1 ثواب الموحدين والعارفين، ح23، ص27 [ط10 مؤسسة النشر الإسلامي].
(4) التوحيد (للصدوق): ب1 ثواب الموحدين والعارفين، ح26، ص29.
(5) صحيح مسلم: ك1 الإيمان، ب10 الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة...، ح31، ص46 [ط1419هـ بيت الأفكار ].
(6) سورة الأحقاف: 9.
(7) وإن كانت الآية الواحدة والرواية الواحدة إن ثبتت مواصفات الحجية فيهما في موردٍ ما، كان الاستدلال بهما كافيًا.
(8) سورة لقمان: 34.
(9) مصنفات الشيخ الصدوق: فضائل الأشهر الثلاثة، ك فضائل شهر رمضان، ح61، ص429 [ط1 دار المجتبى].
(10) ، (11) مسند أبي يعلى الموصلي: ج1، ح491، ص381 [ط1 دار المأمون للتراث].
(12) الأحاديث المختارة: ج2، ح498 و499، ص128-130 [ط مكتبة الأسدي].
(13) صحيح ابن حبّان: ج15، ح6733، ص127 [ط مؤسسة الرسالة].
(14) الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح: ج6، ص132-133 [ط2 دار العاصمة للنشر والتوزيع].
(15) ومِمَّن رواه من الإمامية الخزاز القمي (كفاية الأثر: ما جاء عن عمار بن ياسر (رضي الله عنه) عن النبي (صلَّى الله عليه وآله)...، ح1، ص205 [ط1 مركز نور الأنوار]) ومِمَّن رواه من العامة الهيثمي (مجمع الزوائد: ج7، ص244 [ط دار الكتاب العربي]).
(16) ومِمَّن روى في ذلك من الإمامية الصدوق (الأمالي: م29، ح3(219)، ص203 [ط2 مؤسسة البعثة الإسلامية]) ومِن العامة الهيثمي (مجمع الزوائد: ج9، ص191-192 [ط دار الكتاب العربي]).
(17) سورة الجن: 26-27.
(18) سورة آل عمران: 44.
(19) سورة يوسف: 37.
(20) سورة آل عمران: 49.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأسئلة (١٠): وفاة الحوراء في منتصف رجب

الأسئلة (١٠): وفاة الحوراء في منتصف رجب ◄ السؤال: هل القول بوفاة السيد زينب (عليها السلام) في نصف شهر رجب ثابت ويملك دليلاً معتبرًا قويًّا؟ ◄ الجواب: هذا هو القول المعروف المتداول المُلتَزَم به، إلا أن ذلك مبتنٍ على التسامح في هذه الموارد؛ إذ هذا ما يدل عليه حال الأدلة والاستدلالات التي ذكرها العلماء (رضوان الله عليهم وحفظ الأحياء منهم وأدام بركاته) في هذا الصدد. وبيان ذلك أن غاية ما يُستَدَل عليه في تحديد هذا التاريخ لوفاتها (عليها السلام) هو: ١. ما جاء في كتاب «أخبار الزينبات» -المنسوب للعبيدلي (رحمه الله)-، ونصُّه: "حدّثني إسماعيل بن محمد البصري عابد مصر ونزيلها، قال: حدّثني حمزة المكفوف، قال: أخبرني الشريف أبو عبد الله القرشي، قال: سمعت هند بنت أبي رافع بن عبيد الله، عن رقية بنت عقبة بن نافع الفهري، تقول: توفيت زينب بنت علي عشيّة يوم الأحد، لخمسة عشر يومًا مضت من رجب سنة ٦٢ من الهجرة، وشهدتُ جنازتها، ودفنت بمخدعها بدار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري" ( ١ ) . فإن السند غير معتبر، وحت

تعليقٌ على كلام الشيخ الغروي حول البحارنة

‏انتشرت قبل أيام مقاطع ثلاث للمؤرخ الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي (حفظه الله)، يتحدث فيها حول «ابتلائنا بالشيعة البحارنة» -على حد تعبيره- وذلك في ما يرتبط بجعل الروايات ونقل المجعول منها؛ وذلك لأنهم أخبارية فلا يرون حرمة الكذب «لأهل البيت علیهم السلام»، ‏ولأجل استمرار تداول هذه المقاطع والسؤال عنها حتى هذه اللحظة وسعة انتشارها وغير ذلك، أحببت التعليق ببعض كلماتٍ أرجو بها الخير والنفع، لكني أقدِّم لذلك بأمرَين: • أولهما: الشيخ (حفظه الله) مؤرِّخٌ وصاحب مؤلفات نافعة، ولا يعني تعليقي هاهنا أنّي أرى غير ذلك إطلاقًا، بل أحترمه وأجلّه. ‏• وثانيهما: لا تعني نسبتي بعضَ الأمور لعلماء إيران أني أرى علماء إيران أقل شأنًا أو أني أنكر فضلهم في التشيّع، في الساحة العلمية وما هو أوسع منها، لا من بابٍ قوميٍّ ولا من سواه، بل إني أحترم وأقدّر حتى مَن سأشير لهم بالخصوص، بل ولا ألتزم ما يُدّعى في نقلهم ورواياتهم. ‏المقاطع الثلاث مأخوذةٌ من ندوةٍ لسماحة الشيخ بعنوان «النبي والوصي في آيات الغدير»(١)، أُقيمَت في أحد مرافق العتبة العباسية في كربلاء المقدسة، وذلك في ٣٠ أغسطس ٢٠١٩م، أي قبل نحو عامٍ من هذه الأ

الأسئلة (١٣): أدعية أيام شهر رمضان

الأسئلة (١٣): أدعية أيام شهر رمضان ◄ السؤال: يُقال إن أدعية أيام شهر رمضان القصار المعروفة لم ترد في أي مصدر من مصادر الشيعة والعامة، وأن الشيخ عباس القمي نقلها لسد الفراغ فقط، لا اعتمادًا عليها، وأن تعابيرها ركيكة بالإضافة إلى أن تحديد ليلة القدر فيها لا يناسب ما نعتقده نحن الشيعة، وأنها موضوعةٌ لا مشروعية ولا صحة للعمل بها، فهل ذلك صحيح؟ ◄ الجواب: لا إشكال في أن الأدعية المذكورة ليست معتبرة النسبة للمعصوم، لكن الإتيان بها جائزٌ بناءً على المعروف بين علمائنا من العمل بقاعدة «التسامح في أدلة السنن» أو قاعدة «رجاء المطلوبية»، إلا أن يدلّ دليلٌ على وضعها، بل حتى لو دلَّ دليلٌ على وضعها، فلا إشكال –على الرأي المعروف بين علمائنا- في قراءتها دون التزام نسبتها للشارع المقدس . وبيان ذلك: أقدم من ظفرتُ بذكره لهذه الأدعية المعروفة هو السيد علي ابن طاوُس (عليه الرحمة) في كتابه «الإقبال»، حيث يذكر هذه الأدعية موزَّعةً على أبواب أيام شهر رمضان بدءًا من الباب الخامس وحتى الباب الخامس والثلاثين (١) ، وبعده ذكرها الشيخ الكفعمي (رحمه الله) في كتابَيه «البلد الأمين» و«المصباح» نقل