التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2011

هل كل يومٍ عاشوراء؟

بسم الله الرحمن الرحيم يتداول الكثيرون في أوساطنا عبارة "كل يومٍ عاشوراء وكل أرضٍ كربلاء"، فهل هذه العبارة صحيحة؟ أم أنها مجانبةٌ للصواب؟ يتحدث السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) في إحدى محاضرته تعليقًا على ذلك بعد أن ذكر عدة خصائص فريدة اختصَّت بها معركة الطف و يوم عاشوراء قائلاً: ".. لقد شاء الله أن تكون قضية الإمام الحسين (ع) استثنائية في كل جوانبها. ومن الاستثناءات التي تميز بها الإمام الحسين سلام الله عليه شدة الحزن والبكاء عليه وإقامة العزاء على مصابه، وشدّ الرحال لزيارته في كل مناسبة إسلامية مهمّة (..) ومن هنا فإنّ المقولة التي تردد أحياناً من أن كل أرض كربلاء وكل يوم عاشوراء غير صحيحة لأنها تتعارض مع ما ورد من روايات المعصومين (ع) من أنه لا أرض مثل كربلاء ولا يوم كعاشوراء"(1)، و واضحٌ هنا هو أن رفض سماحة السيد للعبارة منطلقٌ من الرفض لتعميم خصوصية يوم عاشوراء و أرض كربلاء، و الذي بالتالي سيُقلَّل من قدر و قيمة يوم العاشر من المحرم في عام 61 هـ و كذا من قيمته في كل عامٍ، و سيُقلِّل من قيمة و خصوصية أرض كربلاء، و قداسة اليوم والأرض الخاصة بهم

هل ثورة الحسين لإسقاط يزيد فحسب؟

بسم الله الرحمن الرحيم يختزل كثيرون مولانا الإمام الحسين بن علي (ع) في أنه وجودٌ ثائرٌ على الحكام الظلَمة المتجبّرين، أو ثورته و حركته في أنها نهضةٌ لإسقاط الأنظمة المستبيحة للدماء و الأعراض، و في هذا ظلمٌ لوجود الحسين (ع) و ثورته، و نظرٌ سطحيٌ لا لوجود الحسين (ع) فحسب، بل لثورةٍ جلَّت عن أن تُحصَر في دنيا فضلاً عن أن تُحصَر في مجالٍ من مجالاتها، و لا مبالغة في الاعتقاد بأنها حركةٌ كان و لا زال لها أثرها في حركة الكون كله. و بالحديث عن الثورة فإن وصيته (ع) التي دفعها لأخيه محمد بن الحنفية (رض) عند خروجه من المدينة قد يصُحُّ اعتبارها الوثيقةَ الأولى المُعبِّرة عن هذه الحركة و روحها، و التي يُروى أنه يقول فيها: ".. إني لم أخرج أشِرًا و لا بطِرًا و لا مُفسدًا و لا ظالمًا، و إنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلّى الله عليه و آله، أريد أن آمر بالمعروف و أنهى عن المنكر، و أسير بسيرة جدي و سيرة أبي علي بن أبي طالب عليه السلام..."(1)، نجده يُعطي خروجه بُعدًا شموليًا عنوانه الإصلاح في أمة جده (ص). و لأن الإصلاح هذا لا يعني إسقاط يزيدٍ أو غيره من الظلمة فحسب،

الرمزية في القصيدة العاشورائية

بسم الله الرحمن الرحيم قبل نحو 4 سنوات تطرَّق سماحة الشيخ مجيد التوبلاني في مقالةٍ له لذكر اسم السعيدي في قصيدة "عاصمة الصبر" التي ألقاها سماحة الشيخ حسين الأكرف في مأتم السنابس بذكرى وفاة أم البنين (رض) داعيًا لتنزيه القصيدة الحسينية من تضمينها لاسم مثل هذا الرجل(1)،  و حقيقةً رغم تفاعلي مع القصيدة و تحمُّسي لها إلا أنني وجدتُني ميّالاً للاقتناع بها، بل و أكثر، و قد زاد من مَيلي في هذا الاتجاه كلامٌ لأحد العلماء اللبنانيين حينما أجرى معه الأخ الإعلامي باقر درويش مقابلةً(2) فسأله عن قصيدة الموكب البحرانية فحبَّذ الشيخ الابتعاد عن ذكر الأسماء الخاصة بالظرف البحراني أو الإقلال من ذلك و تعزيز الرمزية في ألفاظ القصيدة البحرانية لتكون رسالتها أعَم، فاللبنانيون -مثلاً- لا يتفاعلون مع مثل ذلك. عمومية رسالة الحُسَين و عدم حصرها في ظرف خاص ببلد معيّن معيّن دون سواه و مراعاة آراء بعض المراجع بشأن طرح القضية السياسية في الموكب الحسيني و غير ذلك أجِدُها شخصيًا دوافع كافية لتجنيب الموكب ذكر الظروف السياسية و مُشكّلاتها كاسم الطغاة و القوانين و حتى أسماء قياداتنا و ما شاكل بش