التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٢

أصِّل يا ولدي

بسم الله الرحمن الرحيم يروي لي والدي عن أيام دراسته بقم المقدسة، أن أحدهم كان قد صعد المنبر، فأخذ يُحدِّث عن غاندي ومارتن لوثر وغيرهما، ليتلقاه بعد انتهائه سماحةُ الشيخ عيسى قاسم ويقول له ما مفاده: "أصِّل يا ولدي أصِّل، قُل قال الله، قال رسول الله، قال الصادق". لم تكن تلك الكلمات مجرّد كلماتٍ عابرة بالنسبة لي، فمُرتدي العمة ذاك الذي لم يؤصِّل خطابه إسلاميًا صار علمًا بارزًا في الانحراف الفكري، ما أدّى به لاحقًا لتأسيس وقيادة مؤسسةٍ قائمةٍ على تحوله الفكري هذا بعدما خلع العمامة وخرج عمليًا حتى عن النهج السياسي الذي كان يتغنّى برموزه، ويصبح من الشخصيات المعروفة بموالاتها للسلطة الظالمة في البحرين. انعدام التأصيل في الحراك على أيِّ مستوىً كان -سياسيًا أو اجتماعيًا أو غير ذلك- والبناء على أسس ثقافية غير إسلامية له ما له من عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، ومنها على سبيل المثال: الهشاشة الفكرية، التشوُّه الفكري، والانتقال لمنهج فكري آخر غير المنهج الإسلامي القويم. و لعلَّ من المناسب اعتبار هذه الأمثلة عناوين لمراحل الانحراف الفكري الناتج عن عدم إيلاء عملية التأصيل ال

كسَلٌ قد ندفع ثمنه غاليًا

بسم الله الرحمن الرحيم قبل يومَين، في محاضرة مقرر "موضوعات مالية خاصة"، وعلى إثر الدرس الذي كان حول الخصخصة، تحدّثت دكتورتنا ديما الربضي عن المشاكل الناتجة عن الخصخصة في الأنظمة الرأسمالية، لتتحدَّث بعد ذلك عن بعض إشكاليات النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي وفشلهما البيِّن وتفضيلها لنظامٍ اقتصاديٍ آخر مُطبّق في كندا وهو النظام المختلط. مع هذا الحديث الذي شاءت الصدفة أن يكون في 9 أبريل، كان لا بُدَّ لذهني أن يَسرح إلى هناك، إلى أرض الغري، لأبي جعفر السيد محمد باقر الصدر (قدس سره)، ولما بذله من جهدٍ فكريٍ عظيمٍ في هذا المجال كانت أبرز مظاهره كتاب "اقتصادنا" الذي رغم تفرُّده -مع فلسفتنا- بشهرةٍ وبروزٍ لافتَين لم يكُن جهد السيد الوحيد في هذا المجال. جهدٌ لم يلقَ تفاعلاً يليقُ به للأسف، غريبٌ أن يجتهد أحدهم في ريِّ الظامئ، فيعزف الظامي عن ارتشاف ولو قطرة! حاجة الوجود -وليس المسلمين فحسب- للنهج الإسلامي وتفعيله على أرض الواقع حقيقةٌ لا أظنُّ أن للجِدال حولَها داعٍ خصوصًا بين الإسلاميين، ورغم ذلك فإن المصائب والكوارث تعصَف بالعالم ولا نرى حِراكًا حقيقيًا من