التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2020

إثارة الحيدري: بيان وجه الإشكال الأساس

حفلت الأيام الماضية بسلسلةٍ من التداعيات على إثر تصريحٍ للسيد كمال الحيدري، جاء ضمن الحلقة الخامسة من برنامج (المراجعة) مع الإعلامي سعدون ضمد، والتي عُقِدت في ١٧ أكتوبر الجاري، فصار الناس بين مؤيّد ومستشكلٍ ومتوقِّفٍ يشعر بضبابية المشهد، ولأن للمسألة أهميَّةً أعتدُّ بها، كان من الحسن أن أكتب ما أرجو أن يُساهم في وضوح موضع الإشكال ومحلِّ النزاع حتى ينقشع ضباب المشهد وينجلي حاله لمن أراد ذلك. وبدايةً أحببت أن أوضِّح أن في اللقاء عدة إشكالات لا إشكالاً واحدًا فحسب، إلا أنَّ ما ذاع وانتشر هو مقطعٌ يسيرٌ من اللقاء فتمَّ الالتفات له وحصلت الغفلة عن سواه، وحتى هذا المقطع اليسير لم يتنبَّه الكثير لوجه الإشكال الرئيس فيه لأجل عدم مطالعتهم اللقاء كاملاً وبالتالي عدم التفاتهم للسياق، فأقول: الإشكال الأساس يتَّضح بالالتفات إلى نقطتَين: - الأولى: الحديث كان عن التكفير على ضوء الاحتراب والاقتتال بين المسلمين، فيقول الإعلامي ضمد مثلاً في توطئة الحوار: "واحنا مثل ما تعرف حضرتك نناقش الواقع العراقي، الواقع العراقي اكو مشكلة، وهاي دائمًا.. بعض الأحيان يتندَّر عليها المتندّرون، يقلّك: والله

تعليقٌ على كلام الشيخ الغروي حول البحارنة

‏انتشرت قبل أيام مقاطع ثلاث للمؤرخ الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي (حفظه الله)، يتحدث فيها حول «ابتلائنا بالشيعة البحارنة» -على حد تعبيره- وذلك في ما يرتبط بجعل الروايات ونقل المجعول منها؛ وذلك لأنهم أخبارية فلا يرون حرمة الكذب «لأهل البيت علیهم السلام»، ‏ولأجل استمرار تداول هذه المقاطع والسؤال عنها حتى هذه اللحظة وسعة انتشارها وغير ذلك، أحببت التعليق ببعض كلماتٍ أرجو بها الخير والنفع، لكني أقدِّم لذلك بأمرَين: • أولهما: الشيخ (حفظه الله) مؤرِّخٌ وصاحب مؤلفات نافعة، ولا يعني تعليقي هاهنا أنّي أرى غير ذلك إطلاقًا، بل أحترمه وأجلّه. ‏• وثانيهما: لا تعني نسبتي بعضَ الأمور لعلماء إيران أني أرى علماء إيران أقل شأنًا أو أني أنكر فضلهم في التشيّع، في الساحة العلمية وما هو أوسع منها، لا من بابٍ قوميٍّ ولا من سواه، بل إني أحترم وأقدّر حتى مَن سأشير لهم بالخصوص، بل ولا ألتزم ما يُدّعى في نقلهم ورواياتهم. ‏المقاطع الثلاث مأخوذةٌ من ندوةٍ لسماحة الشيخ بعنوان «النبي والوصي في آيات الغدير»(١)، أُقيمَت في أحد مرافق العتبة العباسية في كربلاء المقدسة، وذلك في ٣٠ أغسطس ٢٠١٩م، أي قبل نحو عامٍ من هذه الأ

الأسئلة (١٤): كتاب في أصحاب الحسين (علیه السلام)

  الأسئلة (١٤): كتاب في أصحاب الحسين (علیه السلام) ◄ السؤال: أريد أن أقرأ عن أنصار الحسين (عليه السلام)، فبأيِّ كتابٍ يُنصَح؟ ◄ الجواب: يرى السيد موسى الشبيري الزنجاني (حفظه الله) أنَّ كتابَي «إبصار العين في أنصار الحُسَين (عليه السلام)» للشيخ محمد السماوي (رحمه الله) و«فداكاري هفتاد ودو تن ويك تن» للميرزا خليل الكمرئي (رحمه الله) كتابان جيِّدان في هذا الموضوع، إلاّ أنَّ الثاني –كما هو واضح- باللغة الفارسية، وهو مطبوعٌ الآن بعنوان «عنصر شجاعت» في ثمان مجلدات، ولم أسمع عن ترجمةٍ له . ومن الكتب الجيِّدة النافعة في هذا الموضوع أيضًا كتاب «الصحيح من مقتل سيد الشهداء وأصحابه (عليهم السلام)»، فقد تناول في قسمه الخامس الشهداءَ من أصحابه وبني هاشم بنحوٍ جيِّدٍ وافٍ، وذلك من الفصل الثالث وحتى الفصل الثامن . والحمد لله ربِّ العالمين ٤ محرم ١٤٤٢هـ

وَهمٌ حول الحجاب وانتهاك الحرمة

يشيع توهّمٌ لدى بعض الأخوات من أن قولَ المتديّن "الحجاب لحفظكن" يعني أمرَين: أولهما أنّ المتديّن يدّعي أن الحجاب يمنع مطلقًا الاعتداء على عرضهن بنظرةٍ أو غيرها، وثانيهما أنّ فعل المعتدي عليهن بنظرةٍ أو غيرها عند عدم رعاية الحجاب الشرعي فعلٌ مُبَرَّر عند أهل الدين، وكلاهما وهمان! بل الصحيح أن عدم الالتزام بالحجاب الشرعي يبرِز مفاتن المرأة، وهذا من شأنه أن يحفِّز في الرجل غريزتَه، ومن الواضح أن الرجل -كما المرأة- كائنٌ عاقلٌ مختار، وبالتالي فقد ينجرّ وراء غريزته وشهوته، وقد يضبط نفسَه؛ لاتِّزانه وتديّنه ورعايته الحرمات، أو لغير ذلك، بل قد لا يقتضي ذلك إثارته من أصل حتى يضبطه إما لمانعٍ من الموانع، أو لأن الأمر لم يصل عنده للحد الذي يثيره بشخصه عادةً مثلاً، فالرجال، بل البشر متفاوتون في مستوى ما يحرِّك رغباتهم وغرائزهم. فإن تحقَّق الالتزام بالحجاب الشرعي، انتفى أحد محفزات الغريزة، أو أحد دواعي المعصية، وقد تكون هناك دواعٍ أخرى تدعو مريضَ القلب هذا للخروج عن حالة الاتزان والتديّن، الحجاب يعالج جهةً معيّنة، ولا يمنع الالتزام به من وجود داعٍ آخر ينفذ من خلاله مرضى القلوب

«استبصرت» يعني..

مصطلح «الاستبصار» يُراد به في عرفنا الحاضر الانتقال لاعتناق التشيُّع أي الانتماء لفرقة الشيعة الإمامية بعد اعتقاد سواها سابقًا، فحين يقول أحدهم: «استبصرت» فهذا مراده، كذلك -عادةً- حين يقول: «تشيّعت»، فليس المراد من ذلك التشيّع بالمعنى الأعم، أي المَيل لعليٍّ (عليه السلام) في قِبال معاوية وحزبه، أي المتداول عادةً في كتب الفرق والمقالات وشبهها. إذا اتّضح ذلك، فلا بُدَّ من أن يكون الفرقُ واضحًا بين ما بعد «الاستبصار» وما قبله، بين «التشيّع» وسواه، ولا يغرنّك الاشتراك اللفظي في مفردة «الإمامة» لتتوهّم أن الفِرق المنضوية تحت عنوان «أهل السنة» -بحسب الاصطلاح- تعتقد في أمير المؤمنين وولده (صلوات الله عليهم) نفس اعتقادك أنت أيها «الشيعي»، فلا فرق بينك وبينهم إلا أنهم لا يعتقدون الإمامة السياسية، وإنكار الإمامة السياسية غير ضائرٍ في وصف أتباع تلك الفِرَق بـ«التشيّع» بالمعنى الأخص، هذا وهمٌ فتجنبه رحمك الله، واعلم أنك -إن كنت من أهل التشيّع- في نعمةٍ لا يُحصى فضلُها، قد أكّد أئمتنا وسُرُج ظلمتنا (صلوات الله عليهم) في بياناتهم على علوِّ شأنها وعِظَم خطرها.

الأسئلة (١٣): أدعية أيام شهر رمضان

الأسئلة (١٣): أدعية أيام شهر رمضان ◄ السؤال: يُقال إن أدعية أيام شهر رمضان القصار المعروفة لم ترد في أي مصدر من مصادر الشيعة والعامة، وأن الشيخ عباس القمي نقلها لسد الفراغ فقط، لا اعتمادًا عليها، وأن تعابيرها ركيكة بالإضافة إلى أن تحديد ليلة القدر فيها لا يناسب ما نعتقده نحن الشيعة، وأنها موضوعةٌ لا مشروعية ولا صحة للعمل بها، فهل ذلك صحيح؟ ◄ الجواب: لا إشكال في أن الأدعية المذكورة ليست معتبرة النسبة للمعصوم، لكن الإتيان بها جائزٌ بناءً على المعروف بين علمائنا من العمل بقاعدة «التسامح في أدلة السنن» أو قاعدة «رجاء المطلوبية»، إلا أن يدلّ دليلٌ على وضعها، بل حتى لو دلَّ دليلٌ على وضعها، فلا إشكال –على الرأي المعروف بين علمائنا- في قراءتها دون التزام نسبتها للشارع المقدس . وبيان ذلك: أقدم من ظفرتُ بذكره لهذه الأدعية المعروفة هو السيد علي ابن طاوُس (عليه الرحمة) في كتابه «الإقبال»، حيث يذكر هذه الأدعية موزَّعةً على أبواب أيام شهر رمضان بدءًا من الباب الخامس وحتى الباب الخامس والثلاثين (١) ، وبعده ذكرها الشيخ الكفعمي (رحمه الله) في كتابَيه «البلد الأمين» و«المصباح» نقل

الأسئلة (١٢): مستند زيارة الحسين في ليلة النصف من شهر رمضان

الأسئلة (١٢): مستند زيارة الحسين في ليلة النصف من شهر رمضان ◄ السؤال: ورد في  « مفاتيح الجنان »  أن من مستحبات ليلة النصف من شهر رمضان زيارة الحسين (عليه السلام)، فما مستند ذلك؟ إذ لم أجد ذكرًا له في  « مصباح المتهجد » ! ◄ الجواب: كتاب  « مصباح المتهجد »  للشيخ الطوسي (رضوان الله عليه) من كتب الأعمال والعبادات الجيدة، بل المحورية، إلاَّ أنه ليس مبسوطًا غاية البسط، بل قد تجده (رحمه الله) يذكر روايات بعض الأعمال في  « تهذيب الأحكام »  دون أن يتطرَّق لها في  « المصباح » . أما العمل الذي سألتم عنه، فروايته مذكورةٌ في كتاب حفيد الشيخ الطوسي، أعني  « الإقبال »  للسيد علي ابن طاو و س، قال (عليه الرحمة): "بإسنادنا إلى أبي المفضّل الشيباني، قال: حدَّثنا أبو محمد شعيب بن محمد بن مقاتل البلخي بنوقاس طوس في مشهد الرضا (عليه السلام)، قال: حدَّثني أبي، عن أبي بصير الفتح بن عبد الرحمن القمي، عن علي بن محمد بن فيض بن مختار، عن أبيه، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه سئل عن زيارة أبي عبد الله (عليه السلام)، فقيل: هل في ذلك وقتٌ هو أفضل من وقت؟ فقال: زوروه (صلَّى الله عل

الأسئلة (١١): مقتل الإمام المهدي على يد امرأة

الأسئلة (١١): مقتل الإمام المهدي على يد امرأة ◄ السؤال: هل صحيحٌ أن الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) يُقتَل على يد امرأة؟ ◄ الجواب: لم يرد هذا الأمر في المصادر المعتبرة، بل ل م يتم التعرُّض فيها لكيفية موته (عجَّل الله فرجه) من أصلها، نعم ذُكِرَ ذلك في بعض كتب المتأخرة التي تعود للقرن الثالث عشر الهجري، ومن المحتمَل أن ذلك مأخوذٌ عن أحد كتب القرن الحادي عشر الهجري، لكن لم يُشَر في هذه الكتب لسندٍ أو مصدرٍ يسبقها، فلا مجال للاعتماد على ما أوردوه. وبيان ذلك أنه قد ذكر الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (ت ١٢٤١هـ) وتلميذه السيد كاظم الرشتي (١٢٥٩هـ) والشيخ محمد جعفر شريعتمدار (ت ١٢٦٣هـ) والشيخ علي اليزدي الحائري (١٣٣٣هـ) (رحمهم الله) ما نصّه: "فإذا تمّت السبعون السنة أتى الحجةَ الموتُ، فتقتله امرأةٌ من بني تميم -اسمها «سعيدة»، ولها لحيةٌ كلحية الرجل- بهاون صخرٍ من فوق سطحٍ وهو متجاوزٌ في الطريق" ( ١ ) مع اختلافٍ يسيرٍ بينهم. وهذا الذي نقلوه كلامٌ مُرسَلٌ لم يُبَيَّن فيه الدليل ا ل ذي أُخِذَ منه هذا المضمون ولا مصدره. نعم، مدى التقارب –أو التطابق- بين ألفاظ