مصطلح «الاستبصار» يُراد به في عرفنا الحاضر الانتقال لاعتناق التشيُّع أي الانتماء لفرقة الشيعة الإمامية بعد اعتقاد سواها سابقًا، فحين يقول أحدهم: «استبصرت» فهذا مراده، كذلك -عادةً- حين يقول: «تشيّعت»، فليس المراد من ذلك التشيّع بالمعنى الأعم، أي المَيل لعليٍّ (عليه السلام) في قِبال معاوية وحزبه، أي المتداول عادةً في كتب الفرق والمقالات وشبهها.
إذا اتّضح ذلك، فلا بُدَّ من أن يكون الفرقُ واضحًا بين ما بعد «الاستبصار» وما قبله، بين «التشيّع» وسواه، ولا يغرنّك الاشتراك اللفظي في مفردة «الإمامة» لتتوهّم أن الفِرق المنضوية تحت عنوان «أهل السنة» -بحسب الاصطلاح- تعتقد في أمير المؤمنين وولده (صلوات الله عليهم) نفس اعتقادك أنت أيها «الشيعي»، فلا فرق بينك وبينهم إلا أنهم لا يعتقدون الإمامة السياسية، وإنكار الإمامة السياسية غير ضائرٍ في وصف أتباع تلك الفِرَق بـ«التشيّع» بالمعنى الأخص، هذا وهمٌ فتجنبه رحمك الله، واعلم أنك -إن كنت من أهل التشيّع- في نعمةٍ لا يُحصى فضلُها، قد أكّد أئمتنا وسُرُج ظلمتنا (صلوات الله عليهم) في بياناتهم على علوِّ شأنها وعِظَم خطرها.
تعليقات
إرسال تعليق