التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تعليقٌ على كلام الشيخ الغروي حول البحارنة


‏انتشرت قبل أيام مقاطع ثلاث للمؤرخ الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي (حفظه الله)، يتحدث فيها حول «ابتلائنا بالشيعة البحارنة» -على حد تعبيره- وذلك في ما يرتبط بجعل الروايات ونقل المجعول منها؛ وذلك لأنهم أخبارية فلا يرون حرمة الكذب «لأهل البيت علیهم السلام»، ‏ولأجل استمرار تداول هذه المقاطع والسؤال عنها حتى هذه اللحظة وسعة انتشارها وغير ذلك، أحببت التعليق ببعض كلماتٍ أرجو بها الخير والنفع، لكني أقدِّم لذلك بأمرَين:

أولهما: الشيخ (حفظه الله) مؤرِّخٌ وصاحب مؤلفات نافعة، ولا يعني تعليقي هاهنا أنّي أرى غير ذلك إطلاقًا، بل أحترمه وأجلّه.
‏• وثانيهما: لا تعني نسبتي بعضَ الأمور لعلماء إيران أني أرى علماء إيران أقل شأنًا أو أني أنكر فضلهم في التشيّع، في الساحة العلمية وما هو أوسع منها، لا من بابٍ قوميٍّ ولا من سواه، بل إني أحترم وأقدّر حتى مَن سأشير لهم بالخصوص، بل ولا ألتزم ما يُدّعى في نقلهم ورواياتهم.

‏المقاطع الثلاث مأخوذةٌ من ندوةٍ لسماحة الشيخ بعنوان «النبي والوصي في آيات الغدير»(١)، أُقيمَت في أحد مرافق العتبة العباسية في كربلاء المقدسة، وذلك في ٣٠ أغسطس ٢٠١٩م، أي قبل نحو عامٍ من هذه الأيام، وقد استغرقت الكلمة مع الأسئلة والأجوبة نحو ساعةٍ ونصف.

‏المقطعان الأول والثاني جاءا في سياق استطرادٍ له (حفظه الله) عند كلامه حول قوله (تعالى): { ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینࣰا } [سورة المائدة 3].

ولنبدأ بالمقطع الأول(٢)، قال (حفظه الله) ما ملخصه: كثيرٌ من الأخبار الخرافية في مقتل الإمام الحسين (عليه السلام) من البحارنة؛ لأنهم شيعة وأخباريون يتسامحون في قبول الأخبار ويرَون أن الكذب ما دامت فيه منفعة فليس محرمًا، وأنه كتب «وقعة الطف» لأجل تنزيه تاريخ الحسين (عليه السلام) عن ذلك، وذكر لذلك شاهدًا، ‏أي شاهدًا على «الأخبار الخرافية»، مع نقله لحكاية ترتبط بالميرزا النائيني والفاضل الدربندي (رحمهما الله).

‏أقول:
- أولاً: نسب الشيخ ذلك -أي تجويزهم الكذب على أهل البيت (عليهم السلام) أو تجويزهم ترويج أو نقل الكذب تحت هذه الذريعة- للبحارنة، وعهدة ذلك عليه (حفظه الله)؛ فإنّا لا نرى بين علمائنا من أجاز ذلك ولو تلميحًا، وهذه كتبهم بين أيدينا تشهد على مبانيهم وأحوالهم.
- ‏ثانيًا: ذُكِر ذلك في سياق الحديث عن «النسخة المطعونة من مقتل الحسين (عليه السلام) لأبي مِخنف»، وكأنه إيحاءٌ بأن البحرين مصدرها، ولعل ذلك كان أقرب للوضوح عند حديثه في ندوةٍ أخرى بعنوان «تنوع وتطور الشعائر الحسينية في زمن الأئمة (عليهم السلام)»(٣)، ويكفي في التعقيب على ذلك الإشارة لأمرَين:
‏• الأول: إن أقدم نسخ هذه النسخة المتوافرة بين أيدينا تعود للقرن العاشر، وهذا يعني سَبقها لمرحلة بروز الاتجاه الأخباري في البحرين.
الثاني: بالاطلاع على أسماء كتّاب النسخ الأقدم التي لا زالت محفوظةً في المكتبات الخطية لا نرى ألقابًا ونِسبًا تشير للبحرين كـ«القزويني» وغيره، فراجع فهارس النسخ الخطية كـ«فنخا» مثلاً.
- ‏ثالثًا: إن الكتب المعبرة عن تراث علماء البحرين في المقتل الحسيني موجودةٌ متاحةٌ للاطلاع، ويمكن لمن أحب أن يفحصها ويتثبّت من الأخبار التي يُشكل عليها وتوسَم بالخرافات عادةً، وجودًا وعدمًا، قلةً وكثرة، ومن أبرز الكتب المعبرة عن هذا التراث ما كتبه الشيخ حسين العصفور (عليه الرحمة): «الفوادح الحسينية»، «مجالس الإخوان».
‏كما أنوّه بأنّ دعوى الشيخ (حفظه الله) أن هذه الأخبار جاءت من عندنا نحن، فليُتَأمَّل، وليُنظَر في مصادر تلك الأخبار، فإن كان الشيخ يرى أن خبرًا ما رواه الصدوق (عليه الرحمة) يمثّل خرافةً ونقله بعض علمائنا، فهذا لا يتمّم دعواه.
‏وأنوّه أيضًا أن الأخبار التي توصَم بذلك ممّا جاءنا من بعض علمائنا من دربند أو بيرجند أو نراق، أنا لا ألتزم بأنها ممَّا وضعه هؤلاء العلماء الأفاضل، ولا نقلوها مع اعتقادهم بكذبها، بل ولا ألتزم أن كلّ ما يوصَف بـ«الخرافة» لديهم ينطبق عليه ما وصفوه به، ‏ولكن أقول -مع شيءٍ من التنزّل-: ما وُصِم بذلك مصدره كتب علماء البحرين أم غيرهم؟
- ‏رابعًا: لا أعرف مدى اعتبار الحكاية المنقولة عن الميرزا النائيني والفاضل الدربندي (رحمهما الله)، فلا أعلّق عليها، ولكن أرجو من الشيخ توثيق مصدرها.
- خامسًا: ما أورده (حفظه الله) حول رواية إخبار الإمام الحسين (عليه السلام) بمضمون رؤياه يثير التساؤل حول معيار تحديد «الخرافة»؛ ‏وذلك لأن مضمون إخباره (عليه السلام) بما اشتملت عليه الرؤيا ممَّا نجهل علَّة وصمه بـ«الخرافة»، لا سيّما وأن ذلك مذكورٌ في «الفتوح» لابن أعثم -كما هو أشار في «وقعة الطف»(٤)-، وكذا في رواية عبد الله بن منصور الواردة في «الأمالي» الصدوق (عليه الرحمة)(٥)، ‏فهل تكفي معارضة الرواية لما رواه أبو مِخنف لأجل وصمها بـ«الخرافة»؟!

‏أما المقطع الثاني(٦)، فيقول فيه ما مختصره: إن وضع اليد على الرأس عند ذكر القائم (عجل الله فرجه) ممّا لم ترد فيه آيةٌ ولا رواية، بل غايته خبر دعبل (رحمه الله) الذي اشتمل على قيام الإمام الرضا (عليه السلام) ووضعه يده على رأسه، وهذه خرافة لم تُذكَر إلا في القرن ١٢هـ على يد أحد البحارنة.

‏أقول:
- أولاً: صحيح، أقدم مصدرٍ وصلنا لهذا الخبر هو كتاب «التهاب نيران الأحزان في وفاة غريب خراسان» للشيخ عبد الرضا بن محمد بن المُكَتّل الأوالي (رحمه الله) والذي يُخَمّن أنه من أهل القرن ١٢هـ(٧).
- ثانيًا: لا ألتزم باعتبار هذا الخبر، ولكن السؤال يتكرّر: ما معيار اعتبار المروي خرافةً هاهنا؟ 
- ثالثًا: الشيخ ابن المكتل (رحمه الله) ليس من العلماء البحارنة المعروفين الذين عليهم المعتمد بين أهل البحرين كالتوبلي والماحوزي والعصفور والمقابي ونظرائهم (رحمة الله عليهم أجمعين)، حتى أن تأريخ حياته لم يُكتشف إلا تخمينًا، اعتمادًا على نسخةٍ من بعض كتبه، بل قد نوقش في نسبة الكتاب المذكور له(٨)، فتأمَّل!
- رابعًا: المُلفِت في هذا المقام أن أول من نقد كتاب ابن المُكَتّل الأوالي -بالجملة لا في رواية في رواية محددة فحسب- هو «ابن البحرين الأخبارية» التي قيل في حقها تلك الدعوى المزبورة، وهو الشيخ علي البلادي (رحمه الله)، وذلك في كتابه «أنوار البدرَين»(٩)، فلاحظ وتأمّل!!

‏أما المقطع الثالث(١٠)، فكان في سياق جواب سؤالٍ عن ترتيب آية التطهير، قال فيه ما ملخصه: حديث الكساء حديثان، حديثٌ صحيح، وآخر جاءنا من ابتلائنا بالشيعة البحارنة، ثم تكلّم حول العلامة المجلسي رح وذكر حكايةً من الغرائب ترتبط به وبتلميذه الشيخ عبد الله البحراني «صاحب العوالم» (رحمه الله) اشتملت على أنه جاء بالحديث من البحرين، ‏بل واشتملت على خلافٍ بين العلامة وتلميذه (رحمهما الله) ونتج عن ذلك تأليف كتاب «عوالم العلوم» للبحراني، وأشار لإشكالٍ متني مفاده أن عبارة "عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن فاطمة الزهراء، قال: دخل" لا تنسجم مع العربية؛ إذ الضمير المستتر يعود للزهراء (عليها السلام)، فلا بُدَّ أن تكون "قالت" لا "قال"، وأعقبه بعد دقائق لم يشتمل عليها المقطع المنشور بقوله: "مجعول البحارنة".

‏أقول:
- أولاً: الحكاية التي ذكرها لا نعلم اعتبارها، بل لا نعلم وجودها في المصادر والمراجع، بل المعلومات عن منشأ تصنيف «العوالم»، بل ومصنّف العوالم أيضًا شحيحة، بالإضافة لما اشتملت عليه الحكاية من غرابةٍ شديدة، ونرجو أن يبيّن الشيخ مأخذ هذه الحكاية التي لم نرَ لها أثرًا في المظانِّ من مصادرٍ ومراجع.
- ‏ثانيًا: لم يكن «صاحب العوالم» أول من نقل هذه النسخة من حديث الكساء في ما وصلنا، وقد أشار الشيخ نفسه لذلك في نفس الندوة بعد دقائق من المقطع المقتطع، فقد أشار لنقل الشيخ الطريحي (رحمه الله) لهذا الحديث في كتابه «المنتخب»(١١)، وإن اعتذر له بأمورٍ لا نعلم مدى ثبوتها، ‏ومن الواضح أن الطريحي (رحمه الله) من مشايخ مشايخ البحراني (رحمه الله)، فسَبقه لا يحتاج لبيان.
بل إن قطعةً وافرة من هذا الحديث أوردها الديلمي في «غرر الأخبار»(١٢)، وقد اختُلف في فترة حياة الديلمي، هل هو من علماء القرن الثامن الهجري؟ أم أقدم من ذلك، وعلى كل حال فهو أقدم من صاحب العوالم والطريحي معًا، ‏وهذا ليس من الأمور الخافية، بل ممّا كان المحدّث القمّي (رحمه الله) متنبِّهًا له فقد حكى الإشارة له عن بعضهم، ويبدو أن هذا البعض هو السيد الأمين (رحمه الله) في «الأعيان» كما خرّج محقّقوا «الكنى والألقاب»(١٣).
- ثالثًا: الإيراد المتني الذي ذكره غير واردٍ؛ إذ العبارة بهذه الصورة: "عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) بنت رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم): قال: سمعت فاطمة أنّها قالت: دخل عليّ أبي رسول اللّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) في بعض الأيّام فقال:... "(١٤)‏.

‏كتبت ذلك لما تقدّم ذكره آنفًا، ولسببٍ آخر أيضًا، وهو أن حفاظ أي أمةٍ على تاريخها وصيانته مما ليس منه، سلبيًا كان أو إيجابيًا، أمرٌ حميد، لا سيّما إن كان لذلك آثارٌ ثقافية ومعرفية مؤثرة، ولو على المدى البعيد.

والحمد لله رب العالمين.

________________________
(١) وتجدها كاملةً في هذه الوصلة: https://youtu.be/Y4U5qN4Zlrc
(٢) وتجده في هذه الوصلة: https://youtu.be/A9nmrT1zsZs
(٣) تجدها في هذه الوصلة: https://youtu.be/ecWUcavNCzI
(٤) وقعة الطف: ١٨١، الهامش (٢) [ط٣ المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام].
(٥) الأمالي (للصدوق): ٢١٧ [ط٢ مؤسسة البعثة].
(٦)وتجده في هذه الوصلة: https://youtu.be/_50tHhkZsvY
(٧) مجموع: ٩٥/ب [الرقم: ٩٠٥٣٨ مكتبة مجلس الشورى الإسلامي، طهران].
(٨) راجع: أعلام الثقافة الإسلامية: ٥٩٢ [ط٢ مركز أوال]، ومنتظم الدرّين ٢: ٢٥٤ [ط١ مؤسسة طيبة].
(٩) حيث قال (رحمه الله): "له كتاب وفاة الإمام الرضا (عليه السلام) سمَّاه بـ«التهاب نيران الأحزان في وفاة غريب خرسان» مبسوط، وله كتاب «وفاة الإمام الزكي الحسن السبط (عليه السلام)»، وأورد فيهما أحاديث غريبة وأخبارًا نادرة وأقاصيص عجيبة، لم نقف على كثيرٍ منها في الكتب المعتبرة والسِّيَر المشتهرة والتواريخ المنتشرة، وحسن الظن في مثل هذا المقام، ولا سيما بمثل الأحاديث التي ذكرها في وفاة الإمام الرضا (عليه السلام) التي لم يذكرها رئيس المحدثين الصدوق القمي في «عيون الأخبار» وغيره من الأصول المعتبرة من كتب الأخبار، بعيدٌ جدًا من جهة العادة والاعتبار، بل بعضها مخالفةٌ لتلك الروايات المشتهرة غاية الاشتهار؛ لأن قدمائنا (رضوان الله عليهم وجمعنا وإياهم في دار القرار) -ولا سيّما المحمّدين الثلاثة- بذلوا الجهد في جمع الأخبار وتنقيتها عن الأغيار، وهذا وغيره ممَّن تأخَّر عنهم إنما يَقْفون آثارهم وينقلون من أخبارهم ويستبقون في مضمارهم ويلتقطون من دور أفكارهم، نعم ربما يختلفون معهم في فهم المعنى ودلالة الألفاظ وما أشبه ذلك، ومن وقف على كتابَيه المذكورَين من ذوي الاطلاع التام -ولا سيما كتاب وفاة الإمام الرضا (عليه السلام) المشتهر في هذه الأزمان والأعوام- علم حقيقة ما قلناه وحقيقة ما ذكرناه، على أنَّ كثيرًا من أخبارهما مراسيل، فهي في غاية الضعف والتجهيل، والله العالم بالدقيق والجليل وأمناؤه أهل الوحي والتنزيل" (أنوار البدرين: ٢٣٠-٢٣١ [ط مكتبة المرعشي النجفي]).
(١٠) وتجده في هذه الوصلة: https://youtu.be/g1ZqQLkUiLc
(١١) المنتخب: ٢٥٣-٢٥٥ [ط٣ منشورات الشريف الرضي]
(١٢) غرر الأخبار: ٢٩٨-٢٩٩ [ط١ مكتبة العلامة المجلسي].
(١٣) الكنى والألقاب ٢: ٢٣٤ [ط٣ مؤسسة النشر الإسلامي].
(١٤) عوالم العلوم ١١: ق٢، ٩٣٠ [ط مؤسسة الإمام المهدي عجل الله فرجه].

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الأسئلة (١٠): وفاة الحوراء في منتصف رجب

الأسئلة (١٠): وفاة الحوراء في منتصف رجب ◄ السؤال: هل القول بوفاة السيد زينب (عليها السلام) في نصف شهر رجب ثابت ويملك دليلاً معتبرًا قويًّا؟ ◄ الجواب: هذا هو القول المعروف المتداول المُلتَزَم به، إلا أن ذلك مبتنٍ على التسامح في هذه الموارد؛ إذ هذا ما يدل عليه حال الأدلة والاستدلالات التي ذكرها العلماء (رضوان الله عليهم وحفظ الأحياء منهم وأدام بركاته) في هذا الصدد. وبيان ذلك أن غاية ما يُستَدَل عليه في تحديد هذا التاريخ لوفاتها (عليها السلام) هو: ١. ما جاء في كتاب «أخبار الزينبات» -المنسوب للعبيدلي (رحمه الله)-، ونصُّه: "حدّثني إسماعيل بن محمد البصري عابد مصر ونزيلها، قال: حدّثني حمزة المكفوف، قال: أخبرني الشريف أبو عبد الله القرشي، قال: سمعت هند بنت أبي رافع بن عبيد الله، عن رقية بنت عقبة بن نافع الفهري، تقول: توفيت زينب بنت علي عشيّة يوم الأحد، لخمسة عشر يومًا مضت من رجب سنة ٦٢ من الهجرة، وشهدتُ جنازتها، ودفنت بمخدعها بدار مسلمة المستجدة بالحمراء القصوى حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري" ( ١ ) . فإن السند غير معتبر، وحت

الأسئلة (١٣): أدعية أيام شهر رمضان

الأسئلة (١٣): أدعية أيام شهر رمضان ◄ السؤال: يُقال إن أدعية أيام شهر رمضان القصار المعروفة لم ترد في أي مصدر من مصادر الشيعة والعامة، وأن الشيخ عباس القمي نقلها لسد الفراغ فقط، لا اعتمادًا عليها، وأن تعابيرها ركيكة بالإضافة إلى أن تحديد ليلة القدر فيها لا يناسب ما نعتقده نحن الشيعة، وأنها موضوعةٌ لا مشروعية ولا صحة للعمل بها، فهل ذلك صحيح؟ ◄ الجواب: لا إشكال في أن الأدعية المذكورة ليست معتبرة النسبة للمعصوم، لكن الإتيان بها جائزٌ بناءً على المعروف بين علمائنا من العمل بقاعدة «التسامح في أدلة السنن» أو قاعدة «رجاء المطلوبية»، إلا أن يدلّ دليلٌ على وضعها، بل حتى لو دلَّ دليلٌ على وضعها، فلا إشكال –على الرأي المعروف بين علمائنا- في قراءتها دون التزام نسبتها للشارع المقدس . وبيان ذلك: أقدم من ظفرتُ بذكره لهذه الأدعية المعروفة هو السيد علي ابن طاوُس (عليه الرحمة) في كتابه «الإقبال»، حيث يذكر هذه الأدعية موزَّعةً على أبواب أيام شهر رمضان بدءًا من الباب الخامس وحتى الباب الخامس والثلاثين (١) ، وبعده ذكرها الشيخ الكفعمي (رحمه الله) في كتابَيه «البلد الأمين» و«المصباح» نقل