بسم الله الرحمن الرحيم
يقول عزَّ و جل في مُحكم كتابه الكريم: "قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب" فهل نُدرِكُ فعلاً أهميَّـة العلم و طلبه؟
من الواضح أنَّ ما يُميزنا عن غيرنا من المخلوقات هو عقلنا الذي رزقنا الله إياه فإن أهملناه سلبنا أنفسنا تلك القيمة الكبيرة و إن استعملناه بالشَّكل الحَسَن قادنا إلى الخير و الفلاح و إلى أنَّ العلم الذي يقول عنه علي بن أبي طالب (ع): " كفى بالعلم شرفا أن يدّعيه مَن لا يحسنه، و يفرح إذا نُسب إليه، و كفى بالجهل ذمّاً يبرأ منه من هو فيه" إلى أنه مفتاحٌ للنجاح و العمل بالعلم لا دونه باب النجاح و هذا مِـمَّا يُشيرُ له بعض العلماء عند قرنهم العمل السليم بالعلم و أنه قد لا تكون هنالك قيمة للعمل دون العلم فمثلاً ما قيمة الطبيب و عمله إن لم يكن يعي ماذا يستخدم عندما يواجه هذه الحالة و هذا المرض، هدفه من عمله إنسانيٌ كبير و عظيم، لكنه لا يعرف ما الذي يتوجَّبُ عليه عمله لأن العلم ينقصه!! بل الطبابة و غيرها لا يمكن لها –في الغالب- أن تقوم من الأساس إن لم يكن العلم موجوداً. هذا جزء من أهمية العلم الذي يقول الرسول (ص) عن طالبه: " مَن طلب العلم فهو كالصائم نهاره ، القائم ليله ، وإنّ باباً من العلم يتعلّمه الرجل خيرٌ له من أن يكون له أبو قبيس ذهباً ، فأنفقه في سبيل الله" و يقول عن طلبه: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد" و "اطلبوا العلم و لو في الصين" و كذلك قال "أربع يلزمن كل ذي حجى وعقل من أمتي، قيل : يا رسول الله !.. ما هن ؟.. قال : استماع العلم، و حفظه، و نشره عند أهله، و العمل به". هذا جزءٌ مِـمَّا قاله الرسول الأكرم (ص) و علي (ع) عن العلم و طلبه، فهل نعي كلامهما؟!
تعليقات
إرسال تعليق