قبل أيام، كنت مع بعض الشباب ننتظر برنامجًا تلفزيونيًا ما، أدرت جهاز التحكم (الريموت) نحو القناة، فكتمت الصوت مباشرةً بعد أول لمحة دون أن أسمع شيئًا!
لم يكن الوقت كافيًا لإدراك ماهيّة الصوت أو حتى سماعه، لكن اللمحة أوحَت لي بأنها أغنية، و مِلتُ لحدسي أكثر حينما قرأت الكلمات التي تُعرَض مع اللقطات(1)، تساءل الشباب عن سبب إغلاق الصوت، فأخبرتهم، فطلبوا مني تشغيله للتأكد، ففعلت و أعدت إغلاقه قائلاً: "شفتون؟"، لتتلقى آذاني ما لم تتوقعه من أحد الشباب: "مثل اللي نسمعه" و بنبرةٍ فيها شيءٌ من الاستغراب لما قمتُ به!!
"مثل اللي نسمعه" عبارةٌ قد تبدو عابرة لدى الكثيرين، لكنها ليست كذلك في الواقع، فهي -لا أقل- تؤكِّد أن الفارق بين "أناشيد" فرقنا المنتمية للتوجه الإسلامي الملتزم و بين أغاني المطربين بات مختلفًا عن السابق إلى الدرجة التي قد لا يُجيد البعض معها التمييز بينهما، و هذه كارثة!!
شخصيًا كنتُ أعتقد بذلك منذ سنوات و أبني عليه امتناعي عن الاستماع لجديد الكثير من "المُنشدين" الذين تتوسّع دائرتهم شيئًا فشيئًا، لكني كثيرًا ما وُوجِهتُ بأني "مال الاول" و "تقليدي" و ما شابه تحت حججٍ لا أراها إلا واهية! و أرى أنه قد ساهم في زيادة هذه "الأناشيد" : الانشغالُ بمواضيع الثورة، غياب بعض المنتديات الالكترونية المهتمة بهذا الشأن -للدواعي أمنية-، و التغاضي و الإهمال لا سيّما لـ"الأناشيد الوطنية".
العمل على وقف استمرار مثل هذه الأمور -لا سيّما إن كانت تُمثِّل تعديًا صارخًا على الحكم الشرعي- يُمثِّل حاجةً مُلحّة قد لا يُدركها بعضنا إلا حين فوات الفَوت -هذا إن لم يَفُت أصلاً- و إلا فإننا قد نصل -لا سمح الله- للمرحلة التي أنذر بها الكاتب عباس الجمري حين قال: "بجي يوم بصير هناك رقص إسلامي؟ ولحم خنزير مذكى؟ واشرب البيرة وإلعن يزيد؟ لاحول ولا قوة إلا بالله"(2).
(1) لم تكن الكلمات لهوية، لكن أسلوب شعراء القصائد الغنائية يميِّزه عن غيره من يطّلع على القصائد باختلاف أنواعها.
(2) وصلة تغريدة الكاتب: https://twitter.com/Abbasaljamry/status/186231534188118017
أبو يعقوب..
ردحذفخلنا في البداية نعرف شنو هيه الأغنية الحلال والأغنية الحرام أو حتى لا نختلف في المصطلحات ماهو المقطع الصوتي الحلال وماهو المقطع الصوتي الحرام..
لأن حتى عند العلماء لا تجد الجواب ((القاطع)) ماعدا من يحرمون الموسيقى..
من الاشخاص الذين ربما يقولون
ردحذفعنهم مال أول هناك فرق شاسع بتلك الصوتيات القديمه والحديثه
حيث من تطور المنشدون والمعزين بتنا في حفله راقصه مع احترامي للبعض ..
لم نعد نفرق هذا عزاء لو أغنيه.. لم نعد نفرق هذا عزا حزن لو فرح.. اصبح كلشي ممتزج ببعضه
وقالها أحد المعزين في احد المقابلات ينتقد بعض المعزين
الذين اصبحو لا فرق بينهم وبين المغنين وبحركاتهم...
على حد تعبيره المغني يقول حبيبي او حبيبتي وهم يقولون بدلها حسين أو زينب عليهم السلام
اذا كان المنشد أو المعزي يريد ان يوصل رساله فلابد ان يتأمل في أختيار اللحن والتأثيرات التي تتبعها وحتى في تمثيلهم الذي لا معنى له في أغلب لكلبات.
مازلنا نطمع في دعواتكم :)
موفق مولانا
بسم الله الرحمن الرحيم
ردحذفأخي العزيز.. أبو حسين.. جزاك الله خير الجزاء على هذه الالتفاتة التي غابت عن الأذهان عند البعض أو ربما لم تغب ولكن يعمّمون بالسكوت.!
قبل سنتين أو أكثر كنت قد تحدثت معك في هذا الجانب.. وقلت لك أنهم سيأتي يوم من الأيام سيكون على غير ما يريده الإسلام باسم الإسلام.. وقد كنتَ يا سيدي غير مقتنع بكلامي.. رأيي السابق لاحظه هذه الأيام.. وأشكرك مجددا على إثارتك لهذه النقطة!
أتصور أنه مستقبلا، سيكون لدينا رقص إسلامي، وعرض أزياء إسلامي (والذي أتصور أنه حدث هذا الزمن)، وخمر إسلامي، ورذائل اسلامية.. باسم الاسلام - والعياذ بالله - إلا أنها لا تمت للإسلام بصلة!
هذا الكلام وهذه القضايا المعاصرة من هذا القبيل في الوقت الحالي، هو ما نبأت به الرواية.. مفادها أنه (يأتي زمان يختلط فيه الحابل بالنابل)..!!
هذا ما يحدث!
"غير معرف 1"
ردحذفأخي العزيز، هذا الكلام غير دقيق، صحيح أن الفقهاء فقط وضعوا أحكامًا عامة وتركوا التشخيص للمكلّف، لكن الأمر مثله مثل مشاهدة بعض صور النساء مثلاً إذ ترى أن جوابهم يكون من مثل "لا يجوز إن كانت موجبة للإثارة"، صحيحٌ أن هنالك مقدار معيّن قد يوجب إثارة شخصٍ دون آخر أو كما في موضوعنا يُطرب شخصًا دون آخر، لكن هنالك معدل وسطي يشترك فيه الجميع، علاوةً على أن المسألة بخصوص "الأصوات المحرمة" ليست محصورةً في (الإطراب)، فهنالك ضوابط أخرى تحكم المسألة ككون اللحن مما يناسب مجالس أهل اللهو حتى و إن لم يُطرِب ..
"غير معرف2"
نعم أحسنتم، إنه الخلط القاتل، ذكّرني كلامكم بكلام زوجتي قبل فترة من أن بعض النساء -هداهن الله- يُفضِّلن "أناشيد" بعض المنشدين في حفلات الأعراس، لا لأن أناشيدهم ذات قيمة راجحة، بل لأن تلك الأناشيد تناسب ما يُردنه من جوٍ معلوم. هداهم الله أجمعين.
و أنا كذلك طامعٌ في دعائكم أيها المؤمنون، فلا تنسوني منه :)
"غير معرف3"
أحسنت بما قلته و أشرت إليه، لكن للتعديل اختلفنا حول المِصداق لا الموضوع، وبالتحديد كنّا نختلف حول إصدار "الوعد الصادق" و لا زلت على ما كنت أعتقده فيه، أما الموضوع وتحقُّقه وخطورته فقد اتفقنا عليهم وكنت أشرت حينها لنماذج رأيت أنها مصداقٌ لموضوعنا :)
بعد التحية عزيزنا ..
ردحذفاتوافق معك في ما مذكرته، وإن الإنشاد أصبح بديل الشهرة والربح المادي للغناء لمن يحاول أن يمرر ذلك بإسم الإسلام لعدم تشويه صورته، يفتقر كثيراً من المنشدين والرواديد إلى الثقافة الفقهية في أحكام الإنشاد والغناء وتلك الأمور، لدرجة إن هناك من يأخذ لحن الأغنيات ويستبدل فقط الكلمات الغزلية لكلمات إسلامية ويطرحها على إنها نشيد إسلامي ..!
جاسم النعيمي ..
شكرًا لك عزيزي جاسم على القراءة والتعليق .. أحسنت في إشاراتك
ردحذف