يدعوك أحدهم لضيافته، فتحرص على مراعاة حق داعيك، تتعرّف على ما يرضيه ويسخطه، لتفعل الأول وتتجنّب الثاني، وهذا المتوقع المأمول من كل ضيفٍ كريم، هذا صحيح؟
بين يدينا دعوةٌ من أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) لزيارة جدِّه أبي عبد الله الحسين (عليه السلام: روى ابن قولويه عن محمد بن جعفر القرشي الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أسامة زيد الشحام، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) تشوّقًا إليه كتبه الله من الآمنين يوم القيامة، وأعطي كتابه بيمينه، وكان تحت لواء الحسين (عليه السلام) حتى يدخل الجنة، فيُسكنه درجته، إن الله عزيزٌ حكيم.
ومما روي عن الصادق (عليه السلام) في ما يحبّه من زوار جدِّه الشهيد (عليه السلام): ما رواه ابن قولويه عن أبيه وأخيه وعلي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف، عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا أردت زيارة الحسين (عليه السلام)، فزره وأنت كئيبٌ حزينٌ مكروب، شعثًا مغبرًّا جائعًا عطشانا؛ فإن الحسين قُتِل حزينًا مكروبًا شعثًا مُغبَرًّا جائعًا عطشانا، وسله الحوائج وانصرف عنه ولا تتخذه وطنا.
ومما روي عن الصادق (عليه السلام) في ما يكرهه من زوار جدِّه الشهيد (عليه السلام): ما رواه ابن قولويه عن حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن بعض أصحابنا، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): بلغني أن قومًا إذا زاروا الحسين بن علي (عليهما السلام) حملوا معهم السُّفر، فيها الحلاوي والأخبصة وأشباهها، لو زاروا قبور أحبّائهم ما حملوا ذلك.
وتأمَّل هذه الرواية جيِّدًا، وأمعن استماع كلماتها، وإن شئت فتصوَّر الإمام (عليه السلام) يخاطبك أنت، وبلهجتك؛ فلعلَّ ذلك أبلغ في وصول مراد الإمام (عليه السلام) إلى قلبك، يقول ابن قولويه: حدّثني محمد بن أحمد بن الحسين، قال: حدّثني الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عنزرعة بن محمد الحضرمي، عن المفضل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): تزورون خيرٌ من أن لا تزورون [تزوروا ظ]، ولا تزورون خيرٌ من أن تزورون [تزوروا ظ]، قال: قلتُ: قطعتَ ظهري! قال (عليه السلام): تالله إن أحدكم ليذهب إلى قبر أبيه كئيبًا حزينًا وتأتونه أنتم بالسُّفر؟! كلا حتى تأتونه شعثًا غبرًا!
فإن كان ما تقدّم حالك مع داعيك مطلقًا، فإنه مع إمامك أولى، فتأمَّل وتدبَّر...
تعليقات
إرسال تعليق